عد أيام من التنافس المحموم على كرسي المرادية ها هو الرئيس عبد العزيز بوتفليقة على حسب ما رشح من صناديق الانتخابات يفوز بالعهدة الرابعة رغم أن هذه النتيجة كانت متوقعة من الأصدقاء والخصوم على حد سواء، ولعل هذه ميزة العهدات الأربع حيث كانت النتيجة معروفة مسبقا من دون الدخول في جدلية هل هي مزورة أم نزيهة.؟!
ولكن السؤال الأهم الذي يجب أن نطرحه بحسن نية ومن دون شيطنة هذا أو ذاك هو “ماذا بعد الرئاسيات”.!؟
يغفل من يعتقد أن فوز السيد عبد العزيز بوتفليقة بالرئاسة لعهدة رابعة هو خاتم سليمان الذي سيحل كل مشاكل الجزائر، وسيعبر بها إلى شاطئ النجاة لتسلم من كل تهديد في حاضرها ومستقبلها، لأن هذه الرؤية سطحية ومتفائلة إلى أبعد الحدود…
إن التحديات التي ستلاقيها الجزائر ما بعد الرئاسيات ستكون كبيرة بسبب كثير من الاعتبارات وأهمها صحة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة -شفاه الله- التي هي نقطة ضعف العهدة الرابعة داخليا وخارجيا، أحببنا أم كرهنا..!
ولا يعني المرور إلى مرحلة ما بعد الرئاسيات 2014 بعد الهبة الموحدة لقطاعات كثيرة مساندة للعهدة الرابعة، ومرتبطة بالنظام القائم، هو الفوز بالحرب وإنما هو انتصار في معركة واحدة ستتلوها معارك أخرى، والذي يؤرق كل وطني يخاف على بلده أن يكون الخارج طرفا أساسيا في إذكائها من أجل مصالحه المرتبطة بثروات الجزائر الظاهرة والباطنة، وأهدافه الإستراتيجية ذات البعد السياسي والاقتصادي والجغرافي والتاريخي..!
لقد كان ضعف المعارضة -خاصة الوطنية والإسلامية- وارتباك مواقفها إلى آخر لحظة قبل الرئاسيات، ثم عدم التقائها على موقف موحد قوي، وغياب البديل الحقيقي الذي يمثل أكثر الشارع من ضمن الأسباب التي ساهمت في ضبابية الحياة السياسية وعزوف الناس عن الخيارات الأخرى، والغريب أن هذا الفراغ السياسي فتح الباب واسعا لظهور حركات سياسية غير حزبية وتنظيمات مدنية، اتفقنا معها أم اختلفنا، أخذت حيزا من مساحة المعارضة التقليدية المتكونة من أحزاب لها بعض الرصيد الشعبي وأحزاب مجهرية لا تظهر إلا في فترات الانتخابات..!
ومهما يكن من أمر فإن التأسيس لمرحلة التغيير الحقيقي بعيدا عن العنف والعنف المضاد هو مطلب كل الوطنيين الأحرار، والرغبة المكبوتة في صدور أغلب الجزائريين، وإن الخيرين في هذا البلد، في أي موقع، هم صمام أمانها، والمعول عليهم لحفظها من أي انزلاق نحو مستقبل مجهول يعيدنا إلى الوراء سنين عددا..!