الشعبوية/أ.د فوزي اوصدّيق

الشعبوية…كلمة رنّانة، عادة ما تستهوي العديد من الناس، وأقل ما يقال فيها شــرعاً – مجازاً – هو النفاق السياسـي، أو الزندقة السياسية، ولو على حساب المبادئ والمواقف والقيم…ويبدو أن استعمال الشعبوية مؤخّراً في تصاعد مستمر مع موعد الحملة الرئاسية، فالكل “معارضة” و “موالاة”، يقرأ الواقع قراءة منفردة، بعيداً عن الواقع والإنصاف، وأحياناً يغطيها لون وطيف إيديولوجي، وكأن أفراد الشعب ليسو أصحاب عقول، أو أن مسؤولينا قد اختُزلتْ عقولهم، وذلك ما أكّده أحد مسؤولينا، وإن كان قوله “الشعبوي” لا يحمل إلا صاحبه، أو أعطى انطباعاً سيئاً، وبرر العديد من مواقف المعارضين الذين ينادون بالعقلية…
والبعض بكلامهم الشعبي تشعر منهم التصنّع والاختفاء عن الواقع المرّ، خوفاً من ملاحقتهم اليوم أو مستقبلاً، وكأن هذه الشعبوية “ضماناً” لهم، ولخشيتهم من الاستمرار والواصلة في الحلب..ولكن!! لنذهب للجزائر العميقة، مقاهيها، شوارعها، أزقتها، ولننظر في المفعول السلبي والايجابي لها، سواء “بالتبلعيط” أو “الكره”، بانعدام الثقافة والثقة..فالشعبوية جعلتنا الوحيدين في العالم، فمثلاً نحن نقطع الطريق بالحرائق والشغب أثناء توزيع السكنات الاجتماعية بعيداً عن الزغاريد والأفراح، فالشعبوية جعلتنا نشتغل “بالوكالة” في العمل السياسي بدلاً من المعنيين بالأمر.
والشعبوية جعلتنا الوافدين الذين ليس لديهم عقولا نفكر بها، وذلك قد يرفع المسؤولية عن كل الأشياء السلبية عن عموم الشعب، وعدم لومه، والعديد من المسؤولين..وإنني هنا لا أتكلم بمنطق الشعبويين..لذلك نقول: “كفانا شعبوية” أو بالأصح “نفاقاً” على هذا الشعب ومعه، ولنبني ثقافة الصدق والكرامة بالحقائق والواقع، بعيداً عن الأفلام الدرامية، أو الرومنسية، أو الهندية كما هو واقع اليوم في جزائر المعجزات.
وبالله التوفيق ..