فتح الحي القيوم بشرح علامات الإعراب من اللؤلؤ المنظوم في منشور ابن آجروم: إطلالة نحوية في زمن الرطانة اللغوية/أ.إسلام ساحلي
عن المجلس الإسلامي الأعلى، صدر كتاب: “فتح الحي القيوم بشرح علامات الإعراب من اللؤلؤ المنظوم في منشور ابن آجروم” للأستاذ أبو عبد الله محمد بن عبد الرحمن بسكر الجزائري، والكتاب عبارة عن شرح للمنظومة النحوية للعلامة محمد باي بلعالم.
يقع الكتاب في 116 صفحة من القطع المتوسط، ويحتوي على عدد من تقريظات أئمة ومشايخ جزائريين، ومقدمة الكتاب، وعدد من الدروس من باب النحو، التي يشرحها للقراء.
جاء في التقريظ الأول للشيخ حمدان سفاح إمام مسجد الأمة ببولوغين ما يلي: “إن هذا الكتاب المطل على الساحة إشراقة تضاف إلى كوكب اللغة، فهو شرح لمنظومة نحوية جزائرية للعلامة الفقيه محمد باي بلعالم (ت1430هـ) على متن مغربي شهير للعالم الجليل ابن آجروم الصنهاجي (ت720هـ) من تراثنا الأصيل”.
أما فضيلة الشيخ الدكتور محمد الشريف قاهر أستاذ علوم القرآن، وعلوم الحديث بجامعة الجزائر، ورئيس لجنة الفتوى بالمجلس الإسلامي الأعلى، لقد جاء في تقريظه: “قرأت بعض كتابك بكل تأن وإمعان، ووقفت عند كل جملة فيه، فوجدته سليم اللغة، فصيح العبارة، واضح المعنى، سهل الأسلوب، قارئه لا يحتاج إلى استشارة قاموس، ولا استنجاد بشيخ أريب، عليم بأسرار اللغة، وأساليب التعبير، ومناهج الكتابة والتأليف، كما أن المعلومات التي وردت فيه صحيحة دقيقة، تدل على أن جامعها ومؤلفها متمكن من المادة أيما تمكين”.
أما الأستاذ النحوي محمد علي كرام، فقد جاء في تقريظه: “لفرط اهتمام المؤلف بالمساجد وغيره منه على اللغة العربية التي هي لغة القرآن الكريم وعماده، ظل يبحث عن سبيل لتيسيرها للتلقي والتعلم، فاختار أرجوزة اللؤلؤ المنظوم في منشور ابن آجروم للإمام العلامة النحوي الفقيه الشيخ محمد باي بلعالم -رحمه الله-، فعكف على شرحها بأسلوب قريب سهل التناول متوخيا في ذلك أقرب الطرق إلى الأفهام، وكانت تحفة كريمة تضاف إلى مكارمه، وشرحها شرحا جديدا تزدان به مكاتب اللغة العربية في الجزائر.
أما الشيخ العلامة محمد الطاهر آيت علجت فجاء في تقريظه: “…ولما كان كتاب الآجرومية نثرا، والنثر يعسر حفظه، نظمه العلامة النحرير المرحوم الشيخ باي بلعالم -طيب الله ثراه- ليسهل حفظه، فالحفظ سراج الفهم.
ولذا اختاره الأستاذ الفاضل الشيخ محمد عبد الرحمن بسكر، وشرحه شرحاً مراعياً فيه تقريب الفهم، والتحصيل لمسائله بمختلف التسهيلات، من أمثلة توضح القواعد، وتدني الأبعاد، وشواهد من كتاب الله العزيز، موجهة للطالب توجيها سليما، وتمارين تساعده على التطبيق، وترسيخ المعلومات في ذهن المتعلم.
أما المؤلف فإنه بعد أن يستعرض الأسباب التي دفعته لاختيار هذا الموضوع، أي شرح منظومة فتح الحي القيوم بعلامات الإعراب من اللؤلؤ المنظوم في منثور ابن آجروم، يشرح طريقة عمله في إنجاز هذا الكتاب، موضحا أنه اقتصر في هذا الكتاب على شرح العلامات الإعرابية الموجودة في الواحد والخمسين بيتا الأولى من منظومة الشيخ محمد باي بلعالم، التي تحتوي على اثنين ومائتي بيت، مبررا ذلك بأنه فضل أن يجزأ المنظومة إلى أجزاء، يقوم بشرح كل جزء، ونشره والاستفادة من الملاحظات التي تقدم لهم لتداركها وتصحيحها قبل نشرها ضمن كتاب يشرح المنظومة كاملة.
ولعله من المفيد أن تقدم للقارئ نبذة عن حياة صاحب المنظومة العلامة الفقيه الشيخ الإمام محمد باي بلعالم، الذي ولد سنة 1351هـ. الموافق لـ 1930م. بقرية ساهل بلدية أقبلي دائرة أولف، ولاية أدرار، أي في إقليم توات الشهير بمدارسه القرآنية، وعلمائه، ومخطوطاته، تربى في أسرة ذات علم ودين، أسس مدرسة بأولف لتدريس العلوم الشرعية، حملت اسم الصحابي الجليل مصعب بن عمير، وقد تخرج منها الكثير من الدعاة وطلبة العلم، والأئمة، وكان الشيخ محمد باي بلعالم يولي اهتماما بالغا من قضية التوحيد، ويقول لابد من محاربة الشرك ودحضه.
توفي الشيخ عليه رحمة الله يوم الأحد 22 ربيع الثاني 1430هـ الموافق لـ 19 أفريل 2009م، أدى فريضة الحج والعمرة عدة مرات ابتداء من سنة 1974، ترك عددا كبيرا من المؤلفات تزيد عن 40 مؤلفا في علوم القرآن، ومصطلح الحديث، والفقه المالكي، والمواريث، وأصول الفقه، والنحو، والسيرة النبوية، والتاريخ، وقف الشيخ بعض مؤلفاته على مكتبة الحرم النبوي الشريف بالمدينة المنورة.
هذا الكتاب يقدم خدمة نافعة لقراء اللغة العربية، وخاصة في مجال النحو الذي كان علماؤنا في المغرب الإسلامي يولونه اهتماما كبيرا، وتركوا في هذا العالم كتباً تعد مراجعاً في كل العالم الإسلامي مع تعاقب العصور، ولابد أن نشير إلى أن المؤلف قد تدارك الملاحظات التي وجهها إليه فضيلة الدكتور الشيخ محمد الشريف قاهر.