مصرف السلام الجزائر .. خدمات بنكية أصيلة
غير مصنف

(نماذج للإقتداء) نجوم الإصلاح في كتاب جديد/أ.إسلام ساحلي

 

كتاب(نماذج للإقتداء) هو اللبنة الجديدة التي أضافها شيخ الكتاب الجزائريين العلامة المجاهد الأديب الأستاذ محمد الصالح الصديق الذي أصبح بصدور هذا الكتاب المفيد أغزر الكتاب العرب المعاصرين إنتاجا وأوفرهم إثراء للمكتبة العربية، متجاوزا من حيث وفرة الإنتاج وتنوعه حتى الأديب العملاق عباس محمود العقاد.

كتاب (نماذج للإقتداء) يقدم للقراء كوكبة من نجوم العلم وقادة الإصلاح وأركان جمعية العلماء والمسلمين الجزائريين وهم حسب ترتيب تقديمهم في الكتاب الإمام عبد الحميد بن باديس، العلامة الشيخ الإبراهيمي، الشهيد الشيخ العربي التبسي، العلامة الشيخ مبارك الميلي، العلامة الشيخ السعيد أبو يعلى الزواوي، العلامة الشيخ عبد الرحمن شيبان.

يتناول الكتاب جهاد الإمام ابن باديس في مجال تصحيح العقيدة والدفاع عن الإسلام والمسلمين في مجال المعرفة وفي مجال اللغة العربية وفي مجال الصحافة وفي مجال الوطنية وفي مجال السياسة وفي مجال الأخلاق، إضافة إلى مواقفه التي خلدها التاريخ وشكلت علامات للإقتداء وترشيد مسيرة الأجيال يقول المؤلف: “إن ابن باديس كان مدرسة أخلاقية بما حباه الله تعالى من مواهب فطرية عالية، وأخلاق كريمة سامية، وقد تأثر به نفسيا وسلوكيا كل من أخذ عنه أو كان له به اتصال، وشاع أن الواحد من طلبته لا يكاد ينتظم في حلقته حتى تبدو عليه آثار التفاعل والاقتداء والاتجاه، ومن هنا فإن كل من تتلمذ على يديه عاد إلى أهله بحظ إن لم يكن علما فهو خلق قويم واتجاه في الحياة سليم”، ويضيف الأستاذ محمد الصالح الصديق قائلا: “حسبنا ما ذكرنا من مجالات الإمام، لأن تتبعها بالاستقصاء يخرج بنا من ساحة إلى ساحة ومن مطلوب على غير مطلوب، وصدق كاتب القطرين المرحوم الأستاذ توفيق المدني في قوله عن الإمام بمناسبة ذكرى وفاته السابعة: “إنما حبب عبد الحميد على أنه كان ثورة قائمة بذاتها، ثورة ليست بصاخبة ولا هو جاد إنما هي ثورة اتسعت آفاقها فشملت كل الميادين وسارت سيرا متزنا هادئا غير وانية ولا متخاذلة…”.

النجم الثاني في هذا الكتاب هو العلامة الشيخ البشير الإبراهيمي، فارس البيان، ومنور الأذهان، وقد تتبع المؤلف أيضا مجالات جهاده، ونبوغه في كل مراحل حياته داخل الجزائر، أو أثناء وجوده في بلدان المشرق العربي، وهو عضو في مجمع اللغة العربية في دمشق، ويقول عنه المؤلف: “الشيخ البشير الإبراهيمي وهبه الله القوة الإبداعية تفكيرا وتعبيرا، بحيث إذا نطق في خطاب أو محاضرة أو كتب مقالا، أو أنشأ رسالة شدك إليه بقوة، ورعاك ورعاك بيانه وبلاغته، وجعلك أسيره لا تملك إلا أن تصغي وتتابع، وتنقاد، وتستجيب، وإذا قرأت ما كتبه قلت إنه: “هو النور والإشراق، أو هو النار والاحتراق”.

ويختتم بقوله –الإبراهيمي بلا منازع- كتاب علم مفتوح لمن أراد أن يقرأ ومدرسة لمن أراد أن يتعلم، وحياة كلها ملاحم، ومواقف، ونشيد رائع ألفه القدر من أنات الجزائر، وآلامها وآمالها، واستعصائها على الرضوخ والفناء.

النجم الثالث من نجوم الهداية والاقتداء هو الشهيد العلامة العربي التبسي، فالمؤلف تتبع مسار هذا الرجل العظيم، والعالم الموسوعي، والوطني الجسور، يقول عنه المؤلف إن الشهيد الشيخ العربي رجل علم ومعرفة، ورجل عرف قيمة الوقت، فاستغله، وهو كذلك راجح العقل، حصيف الرأي، بليغ العبارة، دقيق الإشارة، سريع البداهة، قوي الحجة، صادق الوطنية، شديد الكراهية للاستعمار، وظل طول حياته صلبا لا يلين، وقويا لا يضعف، واقفا لا ينحني حتى سقط شهيدا، يعلن للورى أنه العلم النافع، والوطنية الصادقة، والانتماء الإسلامي والوطني الصحيح، ما ينتهي بالإنسان إلهاما انتهى به هو، كما يركز على دورات في تسيير وإنجاح ذلك الصراع العلمي الكبير معهد عبد الحميد بن باديس بقسنطينة، أما النجم الرابع فهو العلامة الشيخ مبارك الميلي ويتتبع المؤلف كذلك جهاده ونبوغه في مجال التعليم والصحافة والتأليف وخدمة الإسلام واللغة العربية، ومن أبرز ما عرف به الشيخ مبارك الميلي منجزه العلمي الهام كتاب تاريخ الجزائر القديم والحديث، وأيضا كتابه المرجعي رسالة الشرك ومظاهره، ويقول عنه المؤلف: “حياة كلها جهاد وعمل، وفكر وعلم، وعمر كله درس وتحصيل، وكهولة كلها إنتاج وإفادة، ونفس كلها ضمير وواجب، وروح كلها ذكاء وعقل.

هذا ولم يعش الشيخ مبارك الميلي إلا 47سنة، ومع ذلك فقد كان من زعماء الحركة الإصلاحية، النجم الخامس من نجوم الإصلاح والفكر الإسلامي المتجدد هو الشيخ السعيد أبو يعلى الزواوي، ويعطي الشيخ صورة مشرقة عن جهاده الفكري والقلمي، ودوره الإصلاحي ودفاعه عن اللغة العربية ودعوته إلى إصلاح التعليم بمنطقة الزواوة –مسقط رأسه-، واجتهاده الفقهي في قضية التعامل مع البنوك ومحاربته للبدع الاعتقادية وإنكاره لحرمان الإناث من الإرث بتقديم العرف على أحكام الشريعة.

النجم السادس هو العلامة الشيخ الطيب العقبي ونبوغه في مجالات الخطابة والصحافة والكتابة والتعليم والموهبة الشعرية ومحاربة الطرقية الضالة وهو الذي قال فيه الإمام ابن باديس: “من ذا الذي لا يتمثل في ذهنه العلم الصحيح والعقل الطاهر، والصراحة في الحق، والصرامة في الدين، والتحقق بالسنة، والشدة على البدعة، والطيبة في العشرة، والصدق في الصحبة إذا ذكر الأستاذ العقبي”.

أما النجم السابع فهو العلامة الشيخ عبد الرحمن شيبان حارس القيم الإسلامية، العالم الأنيق بمظهره وأسلوبه، مربي الأجيال، والمجاهد السياسي المحنك، والوزير المقتدر، يقول عنه المؤلف الأستاذ الصديق: “القليل هم الذين يشغلون الدنيا بوجودهم ويشغلونها وهم في قبورهم، نفوسهم كبيرة وهمهم عصية وآمالهم فسيحة وآثارهم بعد موتهم باقية نورا يهدي ودليلا يوجه وصوتا يوقظ ورمزا يوحي ويلهم، الشيخ عبد الرحمن شيبان من هؤلاء القلة الذين قرروا أن يتميزوا” إنه كتاب غني بمضمونه، زاهرا بأسلوبه، ممتع لقارئه، فهنيئا للمكتبة الجزائرية بهذا الكتاب الذرة الجميلة.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى