مصرف السلام الجزائر .. خدمات بنكية أصيلة
فضاء الفتوى

جريمة "تسيس" الفتوى..!/

صورة للشيخ كمال ابوسنة1لقد تعلمنا من ديننا أن نهتم بأمور المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، ولا نقصر اهتمامنا على قطرنا، وإن كانت الأولوية تحتم علينا أن نبدأ بأنفسنا، وحق القريب مقدم على حق البعيد…

ولكن وأنا أتابع أخبار أمتنا أفزعني ما وصلنا إليه من ابتذال فكري، وضغينة سياسية، وتدين مغشوش، وكذب على الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، وتنزيل النصوص منزلا يخالف الحق بليِّ عنقها وتوجيهها وجهة غير مستقيمة إرضاء للباطل..!

إن الصراع السياسي القائم في مصر نفض الغبار عن حقيقة بعض “المخلوقات الغريبة” التي أصبحت تتكلم كلاما لا علاقة له بالعلم ولا بالمنطق، ومن هذه المخلوقات الغريبة “مظهر شاهين” الذي أفتى بكل جرأة على لزوم تطليق المرأة لزوجها المنتمي إلى جماعة الإخوان، وتطليق الرجل لزوجه المنتمية لجماعة الإخوان، لأن مصلحة الوطن-على حسب رأيه-أكبر من كل أحد، والمصلحة “الوطنية” تقتضي ذلك..!

الخصام السياسي وتبادل التهم باسمه-وهو غير مقبول أخلاقيا-شيء معلوم في كل الأمم، وأمر رأيناه يحدث بين الأحزاب والطوائف والجماعات، ولكن أن يتحول الدين الإسلامي و”الفتوى” إلى وسيلة هجوم ضد الخصوم، وضربهم لإيلامهم، وإبادتهم على طريقة”محاكم التفتيش” فهذا مذهب أهل الفتن والشقاق، والنفاق، وسوء الأخلاق، لا يرضى به مسلم عامي، فكيف بالمسلم العالم العارف بأحكام الكتاب والسنة..؟!

أيعقل أن يفتي “مخلوق غريب الأطوار” كان يُقبِّل رؤوس “الإخوان” وأيديهم بالأمس القريب بمثل هذه “الفتوى المصيبة” التي تهدد كيان الأُسر بالتمزق والانهيار، في وسيلة إعلامية يتابعها الناس، ومصر بلاد الأزهر والعلماء، ويجادل من بعد ذلك مدعيا أنه يملك الأدلة الشرعية على مذهبه الذي ألقاه الشيطان في أمنيته، وهو نفسه يعلم أن مقالته تلك لا دليل عليها إلا ما تخفيه نفسه من ضغائن أججتها مطامح في عهد “مرسي” لم يصل إليها، ومطامع في عهد “السيسي” يريد الوصول إليها..!

إن “مظهر شاهين” ظاهرة مرضية في العالم الإسلامي لا تظهر إلا حين تشيع فاحشة الاستبداد السياسي في الأمة، ويغيب العدل، ويتسلط الاستعباد على الحرية، وينطق “الرويبضة” الذي يحركه “الخصم الفاجر” الذي لا يخاف الله..!

إن “تسيس الفتوى” لتكون سيفا مسلطا على الخصوم عمل غير صالح، وتوجُّه خطير له عواقب وخيمة على حاضر المسلمين ومستقبلهم، والتَّألِّي على الله عز وجل إثم كبير، وتحليل الحرام وتحريم الحلال باسمه إرضاء للمخلوقين من أجل غنيمة دنيوية زائلة جريمة عظيمة يعظم عقابها عند الله يوم القيامة..!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى