المدّ النبوي سنّة مهجورة فمن يحييها /أ.د يحي بكلي

يقول الله تعالى:{ فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ وَلَا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِن قَبْلِ أَن يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْماً}. [طه : 114] و يقول النبي صلى الله عليه و سلم في الحديث الذي جاء في صحيح البخاري عن أبي هريرة-رضي الله عنه- و الذي جاء في صحيح مسلم عن أبي سعيد الخذري-رضي الله عنه-:” اللهم بارك لنا في صاعنا و مدنا” يوم الجمعة 17 صفر المنصرم حضرت بفضل الله –عز وجل- دورة للإجازة في المدّ النبوي بالرواية والدراية قدّمها الشيخ و المهندس العزيز عبد الرحمن محمد سعيد سراج والذي هو مجاز إجازة مرفوعة بالتواتر إلى سيدنا زيد بن ثابت الأنصاري الذي كان يؤدي به (بالمدّ) الفطر إلى النبي -صلى الله عليه و سلم-.
وللمدّ النبوي دنيويا و أخرويا فوائد بالنسبة للأفراد و الأمة. فأمّا الفوائد الدنيوية فهي بالنسبة للأفراد (أ) البركة في المكيال المستعمل في البيع أو في الشراء و في الطبخ خاصة حين يكون عندك ضيوف. (ب) وللأمة: كما فعل النبي -صلى الله عليه و سلم- التميّز عن الحضارات الأخرى و حصول البركة في أسواق المسلمين. فمن أول اﻷشياء التي فعلها النبي صلى الله عليه و سلم في المدينة المنورة أنه سن للمسلمين مدّا يكتالون به وميز بذلك السوق الإسلامية عن السوق اليهودية. و من الفوائد أيضا ترشيد المقدرات المائية خاصة في البيوت وفي العواصم التي تعاني من أزمة المياه. و أما الفوائد الأخروية فهي كثيرة و الحمد لله:
(أ) أجر اتباع السنّة النبوية..و هو فضل عظيم، و هو أجر استهان به كثير من الذين ﻻ يفقهون في التجارة مع الله شيئا و (ب) عدم الوقوع في التطفيف في الميزان و (ج) الصواب في تطبيق أحكام الله في الزكوات و البيوع و الوضوء و الكفارات. و من خلال صفحات جريدة البصائر الغراء نبدي استعدادنا لتقديم الدورة و الاجازة للجزائريين المهتمين بالموضوع وهذه دعوتنا لكلّ الجمعيات و المؤسسات التي ترغب في إحياء هذه السنّة في الجزائر ليتواصلوا معنا من خلال هذا البريد الالكتروني (ybakelli@hotmail.com) للانتقال بالفكرة إلى حيّز التطبيق..فهل من ملتقط للفكرة؟