اختتم المكتب الوطني لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين لقاءه الشهري الذي دام يومين بمقر الجمعية المركزي، مساء الجمعة 1 ذو القعدة 1434هـ، الموافق لـ6 سبتمبر 2013م، وقد ناقش المكتب الوطني خلال هذين اليومين واقع الجمعية، والركود الذي تعيشه الساحة الوطنية، والتقلبات التي يشهدها العالم العربي والإسلامي. كما تناول أعضاء المكتب بالدراسة والتحليل التحضير لمؤتمر الجمعية الذي سينعقد لاحقا، وأصدر البيان التالي.
تتابع جمعية العلماء المسلمين الجزائريين باهتمام كبير، معاناة الشعبين المصري والسوري، وسياسة الإذلال الدولية للشعب الفلسطيني المجاهد، والركود الوطني القاتل واللامبالاة التي طالت جميع قوى الأمة الرسمية والشعبية، والجمعية إذ تحذر من مغبة استمرار هذا الواقع المزعج والمخيف، تذكر بمبادئها الثابتة تجاه قضايا الأمة الإسلامية عموما وواقع الوطن خاصة، اللذين هما من صميم الواجبات الشرعية التي تثقل كاهلها “مَثَلُ المؤمنين في توادّهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضوٌ تَدَاعى له سائر الجسد بالسَّهر والحُمّى”.
1. ترفض جمعية العلماء رفضا قاطعا كل تدخل أجنبي يستبيح حرمات الشعوب مناصرة للأنظمة أو لإسقاطها، بقدر ما تدين استغلال حاجات هذه الشعوب المستضعفة لتصفية الحسابات الإقليمية والدولية، كما تستنكر بشدة الأساليب القمعية التي تنتهجها الأنظمة الاستبدادية تجاه شعوبها، التي كثيرا ما تكون السبب المباشر في جلب الخراب للبلاد والعباد.
2. تحذر العالم من جريمة لفت الأنظار عن قضية الأمة المركزية -القضية الفلسطينية- بما تحدثه قوى الاستكبار من بؤر توتر هنا وهناك، لتحريف مسارات الرأي العام العالمي عن إدراك الواقع كما هو، وتوجيه طاقات الشعوب التواقة للعدل والحربة والاستقرار إلى ما لا يخدم قضاياها العادلة.
3. تهيب بالقوى الوطنية، أحزابا وجمعيات ومجتمع مدني، بوضع حد لهذا الركود السياسي والاجتماعي الذي تشهده بلادنا منذ أمد، وتدعوهم للتكاتف والتلاحم ولملمة الجهود لتجاوز هذا الواقع المزري، وتحسبا لأي واقع محتمل قد يهدد بلادنا؛ لأن بلادنا ليست بمنأى عما يقع في العالم من كوارث.
4. تدعو نخب الأمة الرسمية والشعبية إلى تحمل مسؤولياتها تجاه ما يشهده مجتمعنا من تحولات سلبية، في جميع المجالات، الاجتماعية والأخلاقية والثقافية والسياسية، وما يلاحظ عن المجتمع من تجاهل ولامبالاة لما يحيط بنا من مخاطر، وفساد مالي يطوّق النخب السياسية، وانحرافات اجتماعية مسرحها الأسرة والمدرسة والشارع، وإذا لم تتحمل هذه النخب كل من موقعه مسؤولياتها فإن مجتمعنا الجزائري معرض للتمزق والتشتت –لا قدّر الله-.
{وَاتَّقُواْفِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّالَّذِينَظَلَمُواْمِنكُمْخَاصَّةًوَاعْلَمُواْأَنَّاللَّهَشَدِيدُالْعِقَابِ}
رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين
أ.د عبد الرزاق قسوم