الملتقى الدولي الثاني حول الإصلاح والتجديد في المنطقة المغاربية "خبرات وتطلعات"
انطلقت صبيحة الجمعة الرابع أكتوبر بدار الثقافة هواري بومدين بمدينة سطيف فعاليات الملتقى الدولي الثاني حول الإصلاح والتجديد في المنطقة المغاربية “خبرات وتطلعات” يمشاركة عدة أساتذة ودكاترة على غرار الدكتور عبد الرزاق قسوم، و عبد المجيد بيرم، والشرفي الرفاعي، و الأستاذ الهادي الحسني،والشيخ ايت سالم بن يونس، فضلا عن أساتذة آخرين لبحث سبل الإصلاح والتجديد كمصدرين مهمين لعدة أسس نّظرية و ليس مجرّد وعي بارد بهذا العالم فالإصلاحات ضرورة يمليها منطق التغيير والتجديد وأساس التغيير ليس اقتباس الجديد من الغير واستيراده بل تفجير الطاقات والقوى الكامنة في الذات لتتحرك وتصنع عالما جديدا من الديمقراطية.
انطلقت أشغال الملتقى و التي استهلت بكلمة الأستاذ أحمد ظريف رئيس شعبة جمعية العلماء المسلمين الجزائريين بولاية سطيف و الذي أبان بأن الإصلاح و الحديث عنه مرتبط بالوضعية الحالية ، و لا يمكن أن يتم دون العلم و العلماء . و يرى المحاضر بأن مشروع جمعية العلماء شامل و كامل .
من جانب آخر لم يفوت مدير الشؤون الدينية و الأوقاف لولاية سطيف الفرصة لدعوة العلماء للنهوض بالمساجد و استعادة دورها الحضاري ، و ذكر بأن المسجد ” ليس مكانا للصلاة و التلاوة و الذكر فقط ، بل نجتمع فيه لشؤوننا الاجتماعية و الثقافية و العلمية و الاقتصادية ” . و أعرب عن أمله بأن يلقى دعم الجمعية لإعادة رسالة المساجد في المجتمع .
الدكتور عبد الرزاق قسوم رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين تساءل في مداخلته على من له الحق في الإصلاح ، مجيبا بأنه هل من غير العلماء له حق و واجب الإصلاح و البحث عن دواء للتخلف . و أنه لا يمكن الحديث عن الإصلاح و التجديد دون دين . و أبرز المحاضر أن الدين المنشود هو الدين الخالي من الجمود و البعيد عن الشعوذة و السامي عن التطرف و الغلو و القائم على الفهم السليم لمقاصد الشرع .
المحاضرة التي أثارت التساؤلات و الانتباه دون شك كانت محاضرة الأستاذ محمد الهادي الحسني و التي شملت الحديث عن جملة من النقاط الحساسة و الأساسية لعل أبرزها :
• الحديث على أن ما نحن فيه من نهضة دينية و فكرية يرجع إلى نجوم مسجد الطلبة بالجامعة المركزية بالعاصمة .
• الإصلاح قبل جمعية العلماء كان سطحيا و جزئيا لا يشمل الوطن و لا العباد و لا يتطرق لمختلف الموضوعات .. و العملية كانت مقتصرة على مجموعة من الناس أو النخبة ، و كان الإصلاح نظريا و ليس واقعيا ميدانيا .
و نبه المحاضر بأن أساس العملية الإصلاحية كان الاهتمام بتعليم البنات و أن آخر درس للإمام ابن باديس كان للنساء يوم 13 أفريل 1940 . كما أن الإصلاح في الجزائر حول الإسلام من إسلام وراثي إلى إسلام ذاتي مبني على العلم الشرعي و العلم الدنيوي .
و من بين الأفكار المطروحة و التي شدت انتباه الحاضرين هو تشديد المحاضر على أن الإصلاح عبى يد جمعية العلماء حقق الزعامة الدينية و الفكرية للجزائر فقد كانت تأتيها الأسئلة و طلب الفتوى من مختلف المناطق و البلدان . و في رأي الدكتور الحسني فإن الجمعية حركت الجماهير من الناحية السياسية ، و لا أدل على ذلك من تقرير المخابرات الفرنسية سنة 1950 و الذي جاء فيه أن أخطر جهة على المشروع الاستعماري هي جمعية العلماء المسلمين الجزائريين .
و تحدى المتحدث من أن يكون هناك خيانة في صفوف الجمعية قائلا : ” لا خائن في جمعية العلماء ، و أتحدى من يأتي باسم واحد فقط ” . و إجابة عن تضليل و افتراء أن جمعية العلماء المسلمين الجزائريين دعت لفصل الدين عن الدولة ، تساءل المحاضر عن أية دولة كانوا يتحدثون ؟ .
تغطية إعلامية لـجريدة” التحرير” بتصرف