أحداث مصر الدامية : بـلاغ
{وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}
تتابع جمعية العلماء المسلمين الجزائريين أحداث مصر الدامية مما يملأ قلوب أعضائها الحزن العميق، والحسرة الشديدة من مشاهد القتل والحرق للمتظاهرين والمعتصمين السلميين، وإزهاق أرواح الأطفال والنساء والرجال، واقتحام ساحات الاعتصام وميادينه بقوّة أمنيّة ضاربة بوحشية لا نظير لها.
فقدت السلطة رشدها وأضاعت كلّ حكمة وتعقّل، وتظن أنّ الحلّ الأمني هو سبيل التمكّن من الاستقرار، والتحكم في مصير الشعب المصري الثائر على الظلم، فأبطل الانقلاب العسكري المؤسسات الدستورية، واختطف الرئيس المنتخب، واعتدي على إرادة الشعب وأصواته التي وصل بها إلى الرئاسة بطريقة ديمقراطية، وأصبح الشعب عدّوا يُقتل ويُعتقل المنادون بالحرية والشرعية بشجاعة نادرة، وصبر لا نظير له.
لذا رأت الجمعية أنّ السكوت على هذه المظالم الشنيعة من قتل للمدنيين السلميين وحرق جثتهم وخيامهم، ومنع الإسعاف لنقل الجرحى، الذين تنزف دماؤهم باستعمال الرصاص الحيّ، والمدرعات والطائرات أمر فظيع لا يمكن أن يقبله دين ولا عقل ولا ضمير.
لم يستطيعوا أن يدركوا ولا أن يقرأوا واقع الشعب المصري وظنوه يخضع ويذل ويقضى على حريته بهذا الحلّ الأمني الذي يرون عاقبته في سوريا والعراق، فأين العقول أم أنّها لم تعد تفكر أنّ عملهم الذي لا يبصر يؤدي وأدى فعلا إلى زلزلة الشعب المصري وإشاعة الانقسام والفوضى وإلى حرب أهلية لا يدرك مداها إلا الله.
ورأت الجمعية أنّه لا يجوز السكوت على هذا ولا التمادي فيه، ولا قبول هذه المناكر ومنها:
1. الانزلاق في وحل العنف واستعمال القوّة المفرطة فإنّ العنف لا يوّلد إلا ما هو أعنف في الممارسة السياسية
2. نندد بشدّة بهذه الجرائم وما تقوم به بعض وسائل الإعلام من التحريض على الكراهية وزرعها بين فئات الشعب الواحد، وإيقاد الفتن، بل إنها تحتفل وتثني على قوات الأمن على سفك دماء إخوانهم المصريين.
3. سكوت الجامعة العربية التي نطالبها كما نطالب منظمة التعاون الإسلامي أن تعمل بجديّة وحزم على مواصلة السعي بما لها من ثقل لحقن دماء إخواننا المصريين، كما ندعو المجتمع الدولي أن يقف موقفا حازما في إدانة هذه المناكر والجرائم.
بناء على هذا كله فإنّ جمعية العلماء المسلمين الجزائريين لا يسعها إلا أن تستنكر بشدة هذا الذي يجري في بلدنا الشقيق مصر من العنف المادي والإعلامي وتحذر من الاستمرار في اللجوء إليه في معالجة الخلافات السياسية، وتدعو الأمّة الإسلامية بنخبها وشعوبها ليقفوا موقفا مشرفا، وأن يتحملوا مسؤولياتهم فيما يحدث في مصر، وما ستؤول إليه الأمور في تأثيرها على مستقبل الأمة التي تعاني اليوم ما تعاني.
وبالله التوفيق
عن المكتب الوطني لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين
نائب رئيس الجمعية، أ.د عمار طالبي