مصرف السلام الجزائر .. خدمات بنكية أصيلة
أحداث دولية

يا أهل مصر لا تمنحوا العدو فرصة لضرب الإسلام…/الأستاذ: محمد العلمي السائحي

SAIHI2إن ما يجري في مصر اليوم، لدليل قوي على أن هناك من يسعى بكل السبل لإقحام مصر في أتون حرب أهلية لا تبقي ولا تذر، وأن هذا الطرف ليس مصريا ويستحيل أن يكون مصريا، وإنما هو طرف آخر لا قداسة عنده لدم الطرف المصري

وإلا كيف يقبل أن يهرق الدم المصري بهذه الغزارة، دون أن تهتز له شعرة أو ينبض له عرق، والأدهى من ذلك أن تتورط المؤسسات الدينية النصرانية والإسلامية المصرية في هذه المؤامرة، التي لا ترمي إلى مجرد استبدال حكم بحكم، أو نظام بنظام، بقدر ما ترمي إلى كسر شوكة مصر وإضعافها حتى يسهل بعد ذلك تقسيمها وتفتيتها إلى دويلات صغيرة ميكروسكوبية لا حول لها ولا قوة، ويبدو أن هذه الحرب الأهلية التي يراد لها أن تعصف ريحها بمصر هذه الأيام بشدة، تهدف إلى ضرب القوة الديمغرافية، إلى جانب إنهاك القوة العسكرية قصد تحقيق توازنا استراتيجيا بين مصر ودول الجوار التي ترى في الكثافة الديمغرافية لمصر خطرا يتهددها، تماما كما فعل بدولة السودان، التي انتزع منها جنوبها، كما لا تزال مهددة بانتزاع أجزاء أخرى منها حتى تتساوى مساحة وسكانا مع الدول المحيطة بها، وليست مصر المستهدفة وحدها بهذا المخطط الجهنمي أو السودان، بل كل الدول العربية وكان العراق هو البداية والمنطلق الذي لا يزال إلى حد الساعة واقعا تحت تأثير هذا المخطط الرهيب، والذي نشاهده في سوريا اليوم من أحداث مروعة لم تخطر ببال أبرع مخرجي أفلام الرعب أمثال “ألفريد هيتشكوك”، هو كذلك مبرمج ضمن هذا المخطط الشيطاني اللعين، وكذلك هو الأمر فيما يجري في ليبيا من تطاحن وصراع حال دون استقرار الأوضاع فيها إلى اليوم، ويندرج في هذا الإطار اغتيال المعارض اليساري التونسي “محمد براهمي” مؤخرا فهو يفضح النوايا الخفية لواضعي هذا المخطط، التي ترمي إلى الحفاظ على ديمومة واستمرار التوتر في المنطقة العربية ليتواصل الاقتتال حتى يسهم في تخفيض الكثافة الديمغرافية فيها وذلك إضعافا لقواها البشرية مما يوهن من قدرتها الدفاعية من جهة، ويقلل من منسوب تدفق المهاجرين العرب والأفارقة إلى الدول الصناعية الكبرى، هذا بالإضافة إلى أن رياح الربيع العربي قد كشفت عن قوة تأثير العامل الديني في أبناء المنطقة وأظهرت بصورة فاضحة ضعف القوى الديمقراطية والليبرالية والعلمانيين عموما، فكانت الحاجة ماسة لكسر شوكة الإسلام والمسلمين ولن يتأتى ذلك إلا بإثارة الفتن وإشعال الحروب في المنطقة واستدراج الإسلاميين إليها حتى تلصق بهم تهمة إشعالها مما ينفر الناس منهم ويستعديهم عليهم فيستحيلون وقودا لها وحطبا، فضلا عن أن كراهية المسلمين تستتبع بدورها كراهية الإسلام، وبذلك يتناقص عدد أتباعه، فيسترد بذلك العلمانيون والليبراليون قوتهم بعد أن كاد التيار الإسلامي أن يجرفهم في طريقه بفعل ما أظهره من قدرة على تجنيد الجموع بمناسبة هبوب رياح الربيع العربي على المنطقة، فكان لابد من التدخل لوضع حد لهذا المارد الذي كان يهدد بابتلاع المنطقة وفرض هيمنته عليها وها هي أحداث مصر وتونس الأخيرة تؤكد أن الإسلام هو المستهدف دون سواه، فيا أهل مصر لا تمنحوا العدو فرصة لضربه، أما أنتم كنانة الله في أرضه..؟
08

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى