وفاء لقضية المسلمين الأولى فلسطين /قدور قرناش
وفاء لقضية المسلمين الأولى فلسطين وبمشاركة جمعية العلماء المسلمين الجزائريين
مسجد سيدي ابراهيم بالشلف يحي ذكرى الاسراء والمعراج
تحت شعار : “القدس إلى أين …….؟”
متابعة: الأستاذ قدور قرناش*
وفاء لقضية المسلمين الأولى فلسطين، وإحياءا لذكرى الاسراء والمعراج التي يذهب كتَّاب السيرة أنها وقعت ليلة السابع والعشرين (27) من شهر رجب، احتضن مسجد سيدي ابراهيم ببلدية الحجاج بولاية الشلف تظاهرة ثقافية رائعة تحت إشراف مديرية الشؤون الدينية والأوقاف بالشلف، وبمشاركة جمعية العلماء المسلمين الجزائريين ممثلة في الشيخ بن يونس آيت سالم نائب رئيس الجمعية، والشيخ يحيى صاري نائب رئيس لجنة الاغاثة بجمعية العلماء، والعديد من أطر الجمعية بالشلف، وجمع من أئمة الولاية وحشد كبير من المواطنين الذين غص بهم المسجد وباحته.
كانت التظاهرة تحت شعار: “القدس إلى أين؟” وانطلقت فعالياتها يوم الجمعة 14 رجب 1434 هـ الموافق لـ: 24 ماي 2013 بعد صلاة العصر مباشرة، بعدما كان الشيخان قد ألقيا درس الجمعة بمسجدين من مساجد الشلف، وقد كان من المفروض أن يحضر أعضاء آخرين من المكتب الوطني للجمعية وفاءا للقضية التي لم تغب يوما من أدبيات جمعية العلماء، غير أن النشاط تزامن مع الزيارة التاريخية التي أداها وفد من شيوخ الجمعية إلى ولاية تندوف أقصى الجنوب الجزائري.
ولأن حادثة الاسراء والمعراج لها ارتباط وثيق بقضية فلسطين والمسجد الأقصى المبارك الذي رحابه من رحاب مكة والمدينة، أراد القائمون على النشاط أن تكون عناوين المحاضرات من وحي القضية المركزية للمسلمين فبعد أداء صلاة العصر انطلقت التظاهرة بآيات بينات من الذكر الحكيم تلاها فارس القرآن في طبعتها الوطنية الثانية القارئ إلياس شهرة، ثم أعقبه إمام المسجد الشيخ صالح الحيرش في كلمة ترحيبية بالحضور مبينا الأبعاد المتوخاة من هذه التظاهرة يتقدمها جعل القضية حية في نفوس الناس.
ليبدأ بعد ذلك جو المحاضرات العلمية التي بلغت ثمانية محاضرات منها محاضرة الشيخ بن يونس آيت سالم التي كانت بعنوان “فلسطين بين الواقع والمأمول” ومحاضرة الشيخ يحيى صاري التي كانت بعنوان “الوحدة الاسلامية ومبشرات انتصار الاسلام من منظور جمعية العلماء” ومحاضرة إمام مسجد بن حليمة بالشلف الشيخ يوسف العجري بعنوان “الشباب بين الأمن والأمس واليوم، وكيف يجب أن يكون” ومحاضرة الشيخ حسين عنبر أبو أحمد الموظف بسفارة فلسطين بالجزائر، والتي كانت بعنوان “القدس في القرآن الكريم والسنة النبوية ومكانتها عند المسلمين” ومحاضرة الدكتور نورالدين دحمان التي عنوانها بـ “القدس عبر التاريخ ومكانتها عند المسلمين” وغيرها من المحاضرات المبرمجة، والتي ألقاها كل من الشيخ الجيلالي قداوي أمين المجلس العلمي إمام مسجد عمر ابن الخطاب ببوقدير ، وكذا الشيخ عيسى بن يمينة إمام المسجد العتيق بالشلف، والامام الشيخ عبد القادر سعيداني عضو مكتب بلدية الظهرة لجمعية العلماء. ولأن النفوس تمل فقد أطربت الحضور فرقة “نسيم الظهرة للإنشاد والمديح” والتي قدمت من مدينة مازونة بولاية غيليزان حيث بعد كل محاضرتين تكون وصلة إنشادية.
استمر الاحتفال إلى غاية صلاة العشاء حيث قبل الختام تم تكريم كل المحاضرين، وكذا الأستاذ عباس شهرة وكيل الأوقاف بمديرية الشؤون الدينية والأوقاف الذي هو أيضا إمام مشجد الحق بالشلف ممثلا لمدير الشؤون الدينية والأوقاف، وقد كان التكريم برداء “برنوس” وشهادة تقدير لكل من وردت أسماءهم في هذه التغطية وقبل الافتراق تم أخذ صورة تذكارية لهؤلاء الأساتذة والمشايخ وهم يرتدون البرنوس الجزائري المعبر عن أصالة هذه البلاد.
كما كان أهل بلدية الحجاج في مستوى الحدث ونافسوا حاتم الطائي في كرمه، حيث أكرموا كل من حضر إلى هذا المحفل، واجتمع الجميع على وجبة العشاء ثم الدعاء لكل من كان سبباً في جمع هذه الجموع التي نسأل الله أن يجمع قلوبها على الايمان والأخوة كما جمعها على مائدة الطعام وبهذا أسدل الستار عن هذه التظاهرة الثقافية التي قال لي عنها الشيخ حسين عنبر أبو أحمد أنها رد على شارون الذي قال في الانتفاضة الأولى لما رأى المسلمون فد تحركوا في مسيرات صاخبة بأن على الفلسطينيين أن لا يغتروا كثيراً، فسرعان ما تخفت هذه الحناجر وينسى المسلمون، ويبقى الفلسطينيون وحدهم، لكن الواقع إن شاء الله يكذّب ذلك، فكم اقشعر جلدي وأن أدخل مستشفى الجزائر التخصصي بغزة والذي كان بدعم من جمعية العلماء في قافلتها الأولى سنة 2010 وما قافلتها الثانية هذا العام -إن شاء الله- إلا رد عملي على إفتراءات شارون وأمنياته الخفية في أن يرى الإخوة في فلسطين وحدهم فينفرد بهم، لكن هيهات مادام في الأمة بقية ممن هم خير خلف لخير سلف، وموعدنا جميعاً إن شاء الله الصلاة بالمسجد الأقصى المبارك، وما ذلك على الله بعزيز.
*عضو المجلس الوطني لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين