مصرف السلام الجزائر .. خدمات بنكية أصيلة
تحاليل وآراء

ما كانت الجزائر يوما عقيما../الأستاذ: محمد العلمي السائحي

لقد أثار المرض الذي عرض للرئيس مؤخرا-شفاه الله – قلق الكثير من الأطراف الرسمية والشعبية، ومبعث هذا القلق هو الخوف على استقرار الوضع في الجزائر فيما قد يسفر عنه المرض -لا قدر الله- من عجز الرئيس عن القيام بالمهام المنوطة به، أو يوافيه -لا سمح الله – أجله
 والنتيجة هذه التي قد يتمناها الخصوم والمنافسون ويتشوفون إليها بشوق كبير، ورغبة جامحة، كما يتبدى ذلك من مطالبة البعض بتدخل الجيش لضمان مرحلة ما بعد الرئيس، أو الدعوة إلى العمل بمقتضى المادة 88 من الدستور، أو اقتراح إسناد شؤون الرئاسة إلى رئيس الوزراء ليتولى إدارة دفة البلاد إلى حين إجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها، كما طالب بذلك أحد رؤساء الأحزاب مؤخرا، أو إلحاح البعض الآخر على ترشح الرئيس للعهدة الرابعة على الرغم من علمهم بمرضه، فإنه إن كان ذلك يشير إلى أن الرئيس قد وفقه الله إلى ضمان استقرار البلاد واستتباب الأمن طيلة عهداته الثلاث، فهو من جهة أخرى يشير كذلك إلى أن هذين الطرفين لا يثقون في قوة الدولة الجزائرية، ولا يزالون إلى اليوم على الرغم من مضي واحد وخمسين عاما منذ استقلال الجزائر وعودتها إلى الساحة الدولية، وعلى الرغم من أن أحداثا خطيرة كثيرة مرت على البلاد صمدت الدولة الحديثة في وجهها ومكنت البلاد من اجتيازها بسلام، وعلى الرغم من أن التاريخ الوطني القديم والحديث قد شهد للجزائر أنها كلما حزبها أمر إلا وقيض الله لها من أبنائها رجلا ينهض به ويؤمن لها النجاة منه، ابتداء بالأخوين بابا عروج، وانتهاء بالرئيس عبد العزيز بو تفليقة، ولا يعني ذلك أنه ليس في الإمكان أحسن مما كان، بل إن هذا القلق وهذا التخوف شاهد صادق على أن المواطن سواء أكان طرفا في الدولة أو مواطنا عاديا من عامة الشعب يريد أن يطمئن أكثر على قوة مؤسسات الدولة وقدرتها على ضمان بقاء الدولة وعدم زوالها بزوال الرجال، وهذا مطلب مشروع لا ينازع أحد في مشروعيته، بدليل أنه كان يمثل هدفا سياسيا جوهريا لأهم رئيس عرفته الجزائر، وهو الراحل هواري بومدين الذي لطالما قال نريد أن نبني دولة لا تزول بزوال الرجال، ولكن كيفما كان الأمر ليطمئن هذا الطرف وذاك، فإن الجزائر لن تعدم من ينهض بالأعباء فيها عند الحاجة، فما كانت الجزائر يوما عقيما

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى