هـــكـذا نُــريـد أن نَـدرُس. / بـقـلم الأديبة : عـفاف عـنـيـبة.
ها نحن نقترب من شهر الامتحانات المصيرية، ومن المحبذ أن نقف على حصيلة سنة كد واجتهاد، وأذكر بالمناسبة أحد لقاءاتي بتلامذة النهائي وسنة أولى ثانوي، وقد جرى في نهاية فبراير الماضي، وقد خاطبني بعضهم مستفسرين عن مسألة إعادة النظر في المنظومة التربوية:
ـ
– هل سيطالنا التغيير؟ سألني أحد التلاميذ.
ـ
-لا أدري ولكن إن سألتكم، ما الذي تريدون أن يتغير في المنظومة التربوية، بماذا ستجيبون؟
ـ
ارتفعت الأصابع أمامي، فأعطيت الكلمة لكل واحد منهم وللقراء الكرام ألخص ما جاء في تصور التلاميذ لما ينبغي أن تكون عليه العملية التعليمية:
ـ
"نريد تخفيضا في ساعات الدراسة لنتمكن من العودة إلى البيت باكرا، كي يكون لدينا متسع في الوقت لنقوم بواجباتنا".
ـ
على الأساتذة أن يتخلوا عن مطالبة تلاميذهم بالحفظ، فالحفظ الآلي جمد عقولهم ولم يعنهم على فهم وهضم الدروس الملقنة، وهم يعتقدون بأن حذف بعض المواد ضروري ليتمكنوا من التركيز على المواد التي تهمهم والتي تحظى بالعوامل الأكبر، فتلامذتنا ملوا الدروس الخصوصية، ويحلمون بالاستغناء عنها شرط أن يكون البرنامج في متناول أفهامهم وذكاءهم، ومن مطالبهم أيضا تلقين المواد الأساسية في الصبيحة وتخصيص الساعة أو الساعتين المتبقيتين بعد الظهيرة لمواد خفيفة تعينهم على تنمية مواهبهم، هذا؛ وعلى الوزارة الوصية أن تجعل من مادة الرياضة مادة يومية، فإن تخصّص لها ساعتان أو ساعة واحدة في الأسبوع غير كاف، وعلى المؤسسات التعليمية أن تجهَّزَ بتجهيزات تسمح للتلميذ أن يمارس رياضة أخرى غير الجري.
ـ
نريد لأبنائنا أن يتمتعوا بعقول سليمة في أجسام سليمة، وعلى المنظومة التربوية أن تراعي التقدم المذهل في ميدان العلوم، فأنا استغرب كيف أن المدرسة الجزائرية لم تستعمل بعد الحاسوب في الأقسام، وكيف نفسر أن المتوسطات والثانويات لا تمتلك بعد مواقع على الشبكة العنكبوتية تسمح للتلميذ أن يشارك في عمل علمي وفكري، وفي تكثيف التواصل مع أقرانه من المدارس الأخرى والمدارس العربية والمسلمة.
ـ
هذا باختصار ما نريد للوزارة الوصية أن تأخذه بعين الاعتبار في عملية إعادة النظر في منظوماتنا التربوية.
ـ