جمعية العلماء وتكوين الرجال..!/أ.كمال أبوسنة
ـ
إن جمعية العلماء المسلمين الجزائريين في هذه المرحلة مطالبة بتكوين الرجال، وتسخير كل طاقاتها من أجل تخريج جيل من العلماء المتمكنين علما وخلقا وحركة، لكي يستمر منهج الإصلاح الباديسي في عطائه دون ميل عن الصراط، أو تحريف منكر وانحطاط، لأن المجتمع الجزائري أحوج ما يكون اليوم إلى القادة الربانيين أمثال عبد الحميد بن باديس ومحمد البشير الإبراهيمي والطيب العقبي والعربي التبسي ومبارك الميلي وأبي اليقظان وغيرهم من العلماء المصلحين رحمهم الله الذين كانوا منارات علم يُهتدى بها في ظلمات الضلال والجهل والانحطاط العقلي والنفسي، فاستطاعوا رغم كل التحديات أن ينجزوا مشاريع الإصلاح الشامل في أصعب فترة تاريخية مرت بالجزائر، ويرفعوا من مستوى الوعي بالهوية الجزائرية لدى كل طبقات الشعب الجزائري بشكل معجز حتى أصبح الطفل الجزائري يصدح ويصدع بعد 132 سنة من الاستدمار العسكري والثقافي:
ـ
شعب الجزائر مسلم
وإلى العروبة ينتسب
من قال حاد عن أصله
أو قال مات فقد كذب
ـ
إن الجزائر بحاجة إلى مرجعية "علمائية" قوية محترمة موثوق بها تقود الأمة بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم تفقه مشكلات الواقع، وتتخندق مع الشعب الجزائري فتعيش آلامه وتحقق آماله، وتكون لسان حق لا لسان لعق، تؤدي الواجب، غير مبالية بقول المادح أو المعاتب، شعارها{الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَداً إِلَّا اللَّهَ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيباً }.[الأحزاب:39].
ـ
إن التفاف الشعب بجمعية العلماء في المرحلة القادمة سيكون بقدر احتضان جمعية العلماء لمشاغله والسعي للتفريج عن همومه ونصحه بإخلاص حتى يتبين له الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر كما عهدها في الأيام الأولى للتأسيس، والجمعية إن عادت عاد الشعب والله وحده الموفق لما يحبه ويرضاه..!
ـ