الملتقى الوطني الأول للعلاّمة الشيخ باي بلعالم – رحمه الله – حياته وآثاره . بقلم : الأستاذ إبراهيم بن ساسي
تخليداً لمآثر أهل العلم والقرآن، واحتفالاً بمناسبة عيد العلم، نظمت وزارة الشؤون الدينية والأوقاف بالتنسيق مع ولاية أدرار الملتقى الوطني الأول للعلامة المرحوم الشيخ باي بلعالم القبلاوي بمدينة آولف ولاية أدرار يومي الرابع والخامس من شهر جمادي الثاني 1434 الموافق 14 – 15 أفريل 2013 وقد كان البرنامج ثرياً ومتنوعاً.
–
ــ افتتح عشية السبت 13 أفريل 2013 بمطار أدرار الذي شهد استقبال الوفد الرسمي يتقدمه السيد بومدين بوزيد مدير الثقافة الإسلامية بوزارة الشؤون الدينية والأوقاف ممثلاً للسيد الوزير بوعلام غلام الله والسيد سعيد معول مدير المدارس القرآنية بالوزارة، ويضم الوفد بعض إطارات الوزارة، وثلة من الدكاترة والأساتذة المحاضرين .
–
ــ أول محطة للوفد كانت بمعهد التكوين المهني الجديد الذي تفضل السيد مدير التكوين المهني بولاية أدرار بتسميته بمعهد الشيخ باي للتكوين المهني وهي التفاتة طيبة نحو العلامة الشيخ باي، وبعد إكرام لضيوفه قام السيد سليمــان قطاي مدير التكوين المهنــي بإعطاء نبذة وجيزة عن هذا المعهد الذي يسع لـ 400 مقعد بيداغوجي به أحدث وسائل التكوين والتمهين.
–
ــ ثم انتقل الوفد إلى دائرة رقان أين كان له توقف أول حيث زار ضريح العلامة الشيخ محمد عبد الكريم المغيلي رحمه الله.
–
ــ أما المحطة الثانية في رقان، فكانت بزاوية الشيخ عبد الكريم دباغي القرآنية الشهيرة، وفي واحة من واحات نخيلها نظم الشيخ عبد الكريم وليمة عشاء فاخرة حضرها جمع كبير من العلماء والدعاة والأعيان وهو ما يـنمُّ عن كرم حــاتمي أصيــل.
–
ــ يوم الأحد 14 أفريل 2013
–
حفل افتتاح الملتقى شهدته قاعة بلدية آولف صبيحــة 14 أفريل 2013 حضره بالإضافة للوفد الوزاري وللسلطات المحلية والعسكرية جمع من العلماء والأئمة وممثلمي المجالس المنتخبة محلياً ووطنياً وكذا رجال الإعلام والصحافة وبعض الأساتذة الباحثين والمدعوين، بعد تلاوة مميزة من الشيخ عبد الله حامد الأمين أحد تلامذة الشيخ باي كان النشيد الوطني تلته أولى المداخلات للشيخ أحمد طالب بن مالك خليفة الشيخ باي متحدثا باسم عائلة الشيخ باي ومدرسة مصعب بن عمير وتلاميذته، فرحب بالحاضرين مذكراً بسمات الشيخ باي وسجاياه ودوره العلمي والدعوي ومحاربته للآفات والانحرافات العقدية والأخلاقية شاكراً وزارة الشؤون الدينية على اهتمامها بتراث العلماء وخدمة الدين، تلاه الأستاذ الدكتور بومدين بوزيد مدير الثقافة الإسلامية بوزارة الشؤون الدينية ممثلاً السيد الوزير متحدثا عن إقليم توات وما يزخر به من مآثر تشع بالعلم والروحانية مبرزا عطاءات الشيخ باي رحمه الله الذي يمثل ظاهرة موسوعية فريدة ذلك أنه نبغ في علوم ومجالات كثيرة ومختلفة داعياً الحاضرين إلى ضرورة الاهتمام بتراث العلماء هنا وهناك واستعمال تكنولوجيات العصر في نشر علومهم وآثارهم، كما دعا إلى تأسيس متاحف للعلماء وهو ما يحفظ علومهم وصدقاتهم الجارية.
–
أما الشيخ مولاي التهامي أحد علماء منطقة توات فقد أبرز دور منطقة توات في خدمة العلم والقرآن متحدثاً عن كنوز هذه المنطقة التي حوت 45 ألف مخطوطا وضرورة الحفاظ على هذا الموروث النفيس، وختم حديثة عن الشيخ باي الذي ترك بوفاته فراغاً لا يُسَدّ ــ كما قال ــ.
–
ثم اعتلى المنصة السيد رئيس المجلس الشعبي البلدي لبلدية آولف الذي رحب بدوره بالحاضرين ــ مدعوين ومحاضرين ــ شاكرا الوزارة على اختيار بلدية آولف لاحتضان هذا الملتقى الذي يبرز حياة شيخنا محمد باي بلعالم القبلاوي الذي يظل اسمه ومقامه مرفوعا في سماء العلم والإيمان بفضل ما خلفه من مؤلفات وعلوم.
ثم تناول الكلمة السيد الأمين العام لولاية أدرارممثلا للسيد الوالي فرحب بضيوف ولايته مؤكدا على اهتمام الدولة الجزائرية بتراث علمائها وآثارهم التي وجب أن تدرس وتحقق ليعم نفعها، وبفضل هذه الملتقيات تتعرف أجيالنا على مثل هذه المنارات الشامخة في وطننا العزيز، ليعلن في نهاية كلمته عن الافتتاح الرسمي للملتقى.
–
ــ بعد استراحة قصيرة
–
ــ الجلسة الصباحية: وقد ترأسها الدكتور محمد الحسن زغيدي من جامعة الجزائر.-
ــ المداخلة الأولى للأستاذ محمد حوتية جامعة أدرار بعنوان: قراءة تاريخية في كتاب الشيخ باي الرحلة العلية.
ــ المداخلة الثانية للدكتور محمد المنوفي جامعة الجزائر بعنوان: الشيخ باي حياته وآثاره.
ــ المداخلة الثالثة للدكتور محمد دبــاغ جامعة أدرار بعنوان: التجديد الفقهي عند الشيخ باي رحمه الله تعالى .
–
الجلسة المســـائيــة كانت برئاسة الشيخ السعيد معول مدير المدارس القرآنية بوزارة الشؤون الدينية.
–
ــ المداخلـة الرابعة للدكتور محمد الحسن زغيدي جامعة الجزائر بعنوان : قراءة في كتاب الشيخ باي قبيلة فلان.
–
المداخلةالخامسة للأستــاذ إبراهيم بن ساسي المنسق الجهوي لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين بالجنوب الجزائــري بعنوان: الشيخ باي بلعالم وأثره العلمي والدعــوي ــ رحلاته لورقلة نموذجــا ــ.
–
المداخلة السادسة للأستاذين صالح بلعيــد وبوزيان بلقاسم بعنوان: دراسة وصفية لكتاب الشيخ باي الفتح النوراني .
–
ــ المداخلة السابعة للأستــاذ زهير قــزان جامعة أدرار بعنوان : منهج الشيخ بــاي في تأصيل القضــايا الفقهية .
–
ـــ وقد برمجت محاضرة للدكتور محمد بن زعمية في مسجد مصعب بن عمير بين المغرب والعشاء تناولت بعض السمات الأخلاقية التي وجب على المسلم أن يتحلى بها وهو يعيش حياة الإيمان والقرآن.
–
ـــ وفي الفترة الليلية تحولت وفود الملتقى إلى زاوية مولاي هيبــة إلى الطرف الشمالي من آولف أين أقيمت وليمة عشــاء على شرف الضيــوف، وبعد العشاء تناول الكلمة أحد ممثلي الزاوية فأعطى نبذة طيبة عن دور زاوية مولاي هيبة في خدمة العلم وأهله مبرزا علاقة الزاوية بالسادة العلماء وعلى رأسهم المرحوم الشيخ باي الذي يظل مرجعهم الفقهي والدعوي، وقد ختم مداخلته بقصيدة رائعة ضمنها حب العلم والعلماء ودورهم في خدمة الدين والوطن، بعد ذلك تدخل الأستاذ إبراهيم بن ساسيم مثلا لجمعية العلماء الذي تحدث عن شعوره وتقديره لمثل هذه الرياض المباركة ودورها الإيماني والتربوي والاجتماعي وهو الدور نفسه الذي قامت وتقوم به جمعية العلماء بعمل صادق وآثار إيجابية على عكس كثير من الزوايا التي تدعي خدمة العلم والقرآن داعيا الحاضرين لمزيد ألفة ومحبة وعمل متقن خدمة للدين والوطن ووفاء لشهدائه الأبرار.
–
الجلسة الصباحية ليوم 15 أفريل 2013م ترأسها الأستاذ بلقاسم بوزيان وكانت مداخلاتها كما يلي:
–
ــ المداخلة الثامنة للأستـاذة بلالي أسمــاء من مدينة آولف بعنوان: الجوانب الاجتماعية والإصلاحية في حياة الشيخ باي رحمه الله .
ــ المداخلة التاسعة للأستاذ عبد الله كروم جامعة أدرار بعنوان: الخطاب الرحلي عند الشيخ باي ــ رحلة المغــرب نموذجــاــ.
ــ المداخلة العــاشرة للدكتــور الحــاج أحمــد الصديق جامعة أدرار بعنوان: الدرس النحوي عند الشيخ بــاي بلعالم ـــ الأجرومية نموذجــا ـــ.
ــ المداخلة الحادية عشر للأستاذ عبد العزيز بليلــة جامعة أدرار بعنوان: الدرس الصرفي عند الشيخ باي رحمه الله.
ــ المداخلة الثانية عشر للأستـاذ العياشي عبد الله بعنوان: قراءة في كتاب الرحلة العلية.
–
الجلــــــــــــــسة المســــــــــــــــــــــــــــــــــائيــة
–
خصصت للحفل الختامي للملتقى وحضرها بالإضافــة للمحاضرين والمدعوين ممثلو السلطات المحلية والأمنية والصحافة ورجال الإعلام وقد تداول على المنصة كل من مدير الملتقى الدكتور محمد منوفي والسيد الأمين العام لدائرة آولف وبعض الأساتذة المحاضرين كما ألفيت في الحفل قصائد شعرية بليغة؛ وقد تفضلت إدارة الملتقى بتكريم العلامة الشيخ عبد الرحمــن حفصــي باعتباره شخصية الملتقى وهو البقية الباقية من العلمــاء في ديار آولف وكذا تكريم المحاضرين بشهادات مميزة ، بعدها تليت توصيات الملتقى التي ثمنت مبادرة وزارة الشؤون الدينية والأوقاف شاكرة معالي السيد الوزير وحرصه على تنظيم هذا الملتقى المميز ملتمسة اعتماده ملتقى وطنيا ومغاربيا ، كما دعت الجامعات الجزائرية لضرورة برمجة وتشجيع الدارسين والباحثين للغوص في تراث الشيخ باي العلمي والأدبي واجتهاداته وإضافاته في الفقه المالكي وتأصيلاته وكذا رحلاته المدونة وضرورة الاهتمام بطبع مؤلفاته وتسويقها في المعارض العربية والدولية ليتم نفعها ، كما أوصت بتسجيل فعاليات الملتقى وطبعها ، ومسك ختام الملتقى كان تلاوة مميزة بصوت جهوري مميز هز القاعة من القارئ الشيخ مولاي عبد الله إسماعيل تلاه دعاء للشيخ أحمد طالب بن مالك، خليفةُ الشيخ باي بلعالم رحمه الله .
–
وأخيرا ننوّه بالدّور الفعّال الذي قام به أبناء الشيخ باي الثلاثة وزمرة تلامذته وأحبابه من خلال تواجدهم وتتبعهم لفعاليات الملتقى وخدمة ضيوفه ، كما ساهموا في إنجــاح الملتقى بتنظيمهم لمعرض شامل أبرز عطاءات الشيخ باي ومؤلفاته ومجموعة من شهادات التقدير والشكر والعرفان التي تزخر بها مكتبته الثرية مع صور مقتطفة لرحلاته وجلساته ولقاءاته بالعلماء والمسؤولين وغير ذلك ، كما قام السيد رئيس المجلس الشعبي لبلدية آولف بدعوة السادة المحاضرين لمكتبه في مقر البلدية وشكرهم وإكرامهم في لفتة طيبة أخرى ، دون أن يغفل الدور الذي قام به الإعلاميون كالأستاذ مصطفى بن دهينة مدير محطة التلفزيون ببشار والأستاذ عبد الناصر طبق ومؤسسة جمغت في مدينة آولف وإذاعة أدرار وكذا مؤسسات الشباب التي تكفلت بإيواء الضيوف و مواطني هذه البلدية المضيافة الكريمة ، فالشكر للجميع ورحم الله الشيخ محمد باي بلعالم وأسكنه فسيح جنانه ونفعنا بعلمه .
–
مع تحيات الأستاذ: إبراهيم بن ساسي المنسق الجهوي لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين
–