إلى متى السكوت عن الاعتداءات الصهيونية على بيت المقدس؟/الشيخ حسين عنبر
لازال الصهاينة يمعنون في إهانة المسلمين والمسيحيين في فلسطين عامة ومدينة القدس والمسجد الأقصى وكنيسة القيامة بشكل خاص، وذلك بتصرفات قطعان المستوطنين الإجرامية في اقتحاماتهم اليومية للمسجد الأقصى تحت حماية الجيش والشرطة الصهيونية، وآخرها محاولة تبول صهيونية تحت شجرة زيتون في داخل المسجد الأقصى لولا قيام المرابطين الفلسطينيين بالهجوم عليهم بصيحات الله أكبر، فتدخلت الشرطة الصهيونية لحماية المستوطنين وأخرجتهم من المسجد الأقصى خوفا على حياتهم، وكذلك قيام مجموعة من المتطرفين الصهاينة بإحضار مجموعة من الحيوانات منها الماعز والحمير والخنازير إلى ساحة حائط البراق، وإدخال البعض منها لإحدى ساحات المسجد الأقصى، وتدخلت الشرطة الصهيونية لإخراج المتطرفين الصهاينة من المسجد الأقصى خوفا من أن تخرج الأمور عن سيطرتهم.
منعت الشرطة الصهيونية بالقدس أبناء القدس وأبناء فلسطين المغتصبة منذ عام 1948 ممن تقل أعمارهم عن 50 عاما من الصلاة في المسجد الأقصى فضلا عن منع أبناء الضفة والقطاع بشكل عام من الصلاة في المسجد الأقصى، كما منعت الشرطة الصهيونية المسيحيين من أبناء فلسطين من الاحتفال والصلاة في كنيسة القيامة بمناسبة عيد الفصح المجيد عندهم.
فإن كنا ولازلنا وسنظل نوجه نداءاتنا لإخواننا المسلمين في كل مكان لنجدة المسجد الأقصى وفلسطين من الاحتلال والإرهاب والجرائم الصهيونية، فإننا نوجه نداء للمسيحيين في كل أنحاء العالم لتخليص أقدس مقدساتهم من الصهاينة المجرمين الذين يرتكبون أفظع الجرائم ضد كل ما هو ليس بيهودي ويعتبرون ذلك تقربا إلى الله يأخذون عليه الأجر.
أقدس مقدسات المسيحيين هي كنيسة المهد في بيت لحم وكنيسة القيامة بالقدس واليهما يحج المسيحيون.
كذلك قامت مجموعة متطرفة من الصهاينة بكتابة شعارات مسيئة للسيد المسيح عليه السلام على بوابة دير الفرنسيسكان في القدس الشرقية.
هؤلاء المجرمون لا يوجد لديهم أي رادع لارتكاب أي جريمة ضد كل من هو ليس بيهودي، ولذلك نجد أن الله سبحانه وتعالى قال على لسانهم {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُواْ لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ}(آل عمران: 75). فالأميون غير اليهود يحق لنا أموالهم وكل شيء يمتلكونه وحتى قتلهم. ثم يأتي بعد ذلك الرئيس الأمريكي ويعترف بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني، وأن اليهود يعيشون في فلسطين منذ آلاف السنين، ويطلب منا الاعتراف بيهودية الدولة العبرية مع ما يحمله لنا هذا الاعتراف من مآس ومصائب مثل إلغاء حق العودة للاجئين الذين يعيشون في بؤس شديد في مخيمات اللجوء في الشتات أو في غزة والضفة.
وتهجير حوالي مليون ونصف المليون فلسطيني ممن بقوا صامدين في بيوتهم وأراضيهم بعد اغتصاب فلسطين سنة 1948.
ومن السيطرة الكاملة على مدينة القدس ومنع المسلمين من دخول المسجد الأقصى المبارك والسيطرة عليه كما حصل مع المسجد الإبراهيمي الخليل، فإننا نعتبر هذه الأقوال –اللامسؤولة- من الرئيس الأمريكي بمثابة إعلان حرب علينا.
ثم يأتي إخواننا في القمة العربية الأخيرة بقرارات بخصوص القدس لا ترقى لمستوى ما يجري في المسجد الأقصى ومدينة القدس فيا ليتهم يطبقون ما أصدروه، فماذا فعلت لجنة القدس، وماذا فعلت منظمة التعاون الإسلامي، وماذا سيفعل صندوق القدس على أرض الواقع؟ فإننا نسمع جعجعة ولا نرى طحين واحذرهم جميعا من قول الله سبحانه وتعالى:{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ، كَبُرَ مَقْتاً عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ}(الصف: 2/3).المقت هو شدة الغضب.
ها هو شهيد آخر يرتقي إلى السماء من أسرى فلسطين ألا وهو الشهيد اللواء ميسرة أبو حمدية البالغ من العمر 64 عام وله أربعة أبناء اعتقل عدة مرات، وتم إبعاده إلى الأردن، ثم عاد مع دخول السلطة الوطنية الفلسطينية إلى الضفة والقطاع، وآخر اعتقال له تم سنة 2002 وكان لا يشكو من أي مرض ومنذ عامين ظهر معه مرض السرطان في الحنجرة، ونتيجة للإهمال الطبي المتعمد من قبل الصهاينة في السجون والمعتقلات استشهد، وقد كان رحمه الله قد حكم عليه بالسجن المؤبد.
وقد بلغ عدد الأسرى الذين استشهدوا في السجون والمعتقلات الصهيونية حتى الآن 204 أسير منهم من استشهد تحت التعذيب وآخرهم الشهيد عرفات جرادات الذي استشهد في سجن مجدو قبل حوالي شهرين بعد اعتقال دام حوالي ثمانية أيام .
ومنهم من استشهد بسبب الإهمال الطبي، وآخرهم الشهيد ميسرة أبو حمدية.
ومنهم من استشهد نتيجة القتل المتعمد بعد اعتقاله مباشرة، ومنهم من استشهد نتيجة أطلاق النار على الأسرى وهم داخل السجون والمعتقلات أثناء الإضرابات والاشتباكات مع السجانين والشرطة الصهاينة.
ولقد رأيت أحد الأطفال وعمره حوالي 16 سنة وقد أصيب في إحدى المظاهرات، وبقي معنا في الزنزانة عدة شهور والرصاصة في ساقه دون أن يعالجوه.
وسجين آخر كان معي في الزنزانة كاد أن يموت لولا أننا أثرنا مشكلة على مستوى السجن كله، بعد ذلك أنزلوه إلى عيادة السجن وقد حملته بيدي لإخراجه من الزنزانة.
وكذلك قام الصهاينة بإزالة خراج من أحد الأسرى دون إعطائه أي مخدر.
وكان الممرضون الصهاينة لا يقدمون للأسرى سوى حبوب مسكنة للأم لكل الأمراض.
ويوجد تقصير في حق أسرانا البواسل فلسطينيا وعربيا وإسلاميا ودوليا، وتأكيدا على ذلك هناك تصريح للأخ نبيل شعت عضو اللجة المركزية لحركة فتح لوكالة “معا” يقول فيه: إننا مقصرون بحق الأسرى والمبعدين ومهما قدمنا وعملنا من أجلهم .
وإننا نخوض مع هذا العدو المجرم معركة كسر إرادات، وكذلك أسرانا الأبطال يخوضون نفس المعركة في مقابر الأحياء الصهيونية وسوف ينتصرون في معركة الأمعاء الخاوية بإذن الله وسوف تبيض هذه السجون والمعتقلات بإذنه تعالى.
وليعلم الجميع أننا باقون مجاهدين وصابرين ومرابطين على هذه الأرض حتى ننال إحدى الحسنيين وحتى لو بقينا لوحدنا وسننفذ قول الله سبحانه وتعالى:{ فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ لاَ تُكَلَّفُ إِلاَّ نَفْسَكَ وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَسَى اللّهُ أَن يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَاللّهُ أَشَدُّ بَأْساً وَأَشَدُّ تَنكِيلاً} صدق الله العظيم (النساء: 84).
أخوكم الشيخ حسين عنبر