
محاضرة الثالثة بعنوان : ( أثر الحرية في بناء الحضارات ) ألقاها الدكتور عبد الله لعريبي , و مما جاء فيها قوله لا سبيل لنهضة حقيقة دون الحرية الكاملة , فلا غرابة من أن تثور الشعوب لأجلها و تنتفض. كانت مدة كل محاضرة نصف ساعة أعقبتها تعقيبات و مداخلات و نقاش و منها مداخلة الاستاذ محمد بحري التي عنونها بـ ( الحرية بين المدارس الفكرية والقرآن الكريم ) و قد اعتمدت لجنة التنظيم خطة تساعد على الاستعاب حيث تلقى محاضرتين تتبعان بالنقاش ثم استراحة و تناول لمجة خفيفة ليعود الجميع للإستماع للمحاضرة الثالثة و اثرائها بالنقاش لينتهي بذلك اليوم الأول من الملتقى في حدود الساعة الواحدة و النصف زوالا لتحمل الحافلات جميع من في القاعة نحو المدرسة القرانية و الإقامة الجامعية لتناول الغداء ثم القيلولة . في ضيافة جمعية البيان لتحفيظ القرآن الكريم : بعد مأدبة الغداء هناك من فضل القيلولة و هناك من توجه إلى لزيارة المدرسة القرآنية الشيخ العلامة احمد العبيدي التابعة لجمعية البيان لتحفسظ القرآن الكريم و هي تبعد بحوالي ثلاث كيلومترات عن مدرسة عموري , و هناك اكتشفنا فتحا جديدا على الدين و الوطن , إذ هي مدرسة يعجز عليك ان تجد مثيلاتها في مدن الشمال , مما جعل الشيخ محمد الهادي الحسني يقول لي ( الله يهدينا نحن في الشمال نفعل مثل إخواننا في الجنوب) حيث استقبلنا مدير المدرسة و شرح لنا شرحا وافيا نظام سير المدرسة و اهم منجزاتها و التي منها حفل تكريم عشرات الحافظات للقرآن الكريم بحضور شيخ قراء الشام كريم راجح سنة 2009 , و مما يجعلك تستبشر خيرا أن البناء الفاخر و التجهيزات الحديثة للمدرسة و مصاريف الإيواء و الغذاء و غيرها كلها من المحسنين. القى الشيخ محمد الهادي الحسني كلمة بليغة جمعت بين الألم و الامل ثم طفنا على اجنحة المدرسة ليوقع فضيلته باسم الضيوف في السجل الذهبي و قبل المغادرة سجل جميع الحضور ارقام هواتفهم لدى مدير المدرسة بطلب منه قصد دعوتهم مستقبلا لحضور أنشطة المدرسة ثم اخذ سورة تذكارية معبرة لنفترق قبيل صلاة المغرب عائدين إلى مدرسة عموري , و اذكر أنني قلت للحضور الفتح قادم من الجنوب فرد علي الدكتور لعربيبي يا اخي إن هذا الفتح قد تأخر . سمر و ترفيه: بعد أداء الجميع صلاة المغرب كان الموعد مع السمر الذي نظمته مدرسة عموري بقاعة المحاضرات و أداره باقتدار الاستاذ ياسين عموري الذي مازحه وفد ولاية المدية قائلا يا ياسين لا تطل علينا إلا بأوامر و نقاط تنظيم , هذا السمر جمع بين الفكاهة و الانشاد و الكلمة الطيبة حيث اجتمعت القلوب و تآلفت في جو روحاني افتقدناه لسنوات و اختتم السمر بموعظة القاها الشيخ ابراهيم معلم بالمدرسة. اليوم الثاني من الملتقى: توجه الجميع بانتظام إلى قاعة المحاضرات صبيحة يوم 31 مارس 2013 حيث انطلقت المحاضرات بدون تاخر و هو ام يحسب للمنظمين و المحاضرين , و قد تراس هذه الجلسة الأستاذ الطاهر مهمل و قد تضمن اليوم الثاني أربع محاضرات هي كالأتي : أ – المحاضرة الاولى بعنوان (الحرية من منظور جمعية العلماء) القاها الاستاذ محمد الهادي الحسني الذي تطلع في الجنوب ) la ni mie مازح الحضور بقوله ( مذكرا ببعض رجال الإصلاح بوادي سوف مثل الشيخ حمزة بوكوشة و الشيخ عبد القادر الياجوري و غيرهم و قد استحضر في محاضرته العديد من اقوال رجال الجمعية في الحرية وممارستهم لها ب – المحاضرة الثانية بعنوان : (الحرية بين المسؤولية و ممارسة الحق ) القاها الاستاذ محي الدين درويش و قد كانت محاضرته خطابا حماسيا مما جاء فيه ان الحرية في الإسلام ضرورة حتمية يجب أن يسعى لضمانها كل الناس و لا يستاثر بهاالاقوياء. عقب هاتين المحاضرتين كانت مداخلتين الاولى للاستاذ جيلالي شنوف قال فيها إن المساواة و منح الفرص للجميع تجعل من الحياة منافسة شريفة تبرز فيها الطاقات النافعة فتتحقق التنمية المرجوة . اما المداخلة الثانية فهي للاستاذ الطاهر عمارة الادغم و قد قراها نيابة عنه مسؤول الملتقى لتغيبه بسبب وفاة شقيقه و مما جاء فيها أن الحرية قيمة اساسبة لدى جميع شعوب الارض قديمها و حديثها. بعد المداخلتين كانت التعقيبات و المناقشات و المداخلات لينصرف الجميع للإستراحة و تناول اللمجة. ج – المحاضرة الثالثة بعنوان : ( الطريق إلى الحرية تحقيق للعبودية ) ألقاها الامين العام للجمعية الدكتور عبد المجيد بيرم و مما جاء فيها قوله ” بان حرية الإنسان مقدسة تماما كما حياته . د – المحاضرة الرابعة بعنوان ( سبل الحرية آفاق و تطلعات ) للاستاذ خالد اسماعيل و نظرا لغيابه القاها الاستاذ محمد بحري و مما جاء فيها أن الحرية مقصد شرعي و أن نطاقها في الشريعة اوسع. و قبل اختتام هذا اليوم الثاني تم تكريم الاساتذة المحاضرين و تكريم طلبة المدرسة في انتظار حفل التكريم بعد شهرين . بعد ذلك تم تلاوة البيان الختامي ( نسخة مرفقة) ثم صعد إلى المنصة الشيخ محمد المهدي جاب الله من ولاية قالمة و الذي قضى سبعة عشر سنة طالبا بالإزهر الشريف غذ ختم الملتقى بدعاء و عاد الجميع إلى مدرسة عموري لتناول وجبة الغداء. جولة سياحية في الواحات لم يكتف القا ئمون على الملتقى بالجانب العلمي فقط بل برمجوا جولة سياحية للضيوف الذين حلوا من كل الولايات فتوجهوا بهم بواسطة الحافلات إلى واحات بين الوادي و حساني عبد الكريم للإستمتاء برمال الصحراء و بهاء الواحات و مازاد الرحلة جمالا تلك الاهازيج التي كانت تصدح بها حناجر شباب فرق الانشاد و كذا خبز الملة الذي اعده الشباب و غيرها من
المناظر التي انست الشباب تعب السفر, و قبل العودة إلى المدرسة ادى الجميع صلاة المغرب جماعة و المسافرون منهم جمعوا العشاء اما الدكتور عبد الحفيظ بورديم فقد سبقنا إلى أحد المساجد لإلقاء محاضرة. اليوم الثالث من الملتقى : هذا اليوم الثاث 01 أفريل 2013 كان مخصصا للنساء فقط عكس اليومين الاولين حيث كان الملتقى مفتوحا للرجال و للنساء . و تضمن ثلاث محاضرات: أ – المحاضرة الاولى بعنوان (المرأة و موقعهامن الحرية ) القتها الاستاذة سامية لموشية ب- المحاضرة الثانية بعنوان ( المراة بين التقليد و اثبات الذات ) القتها الاستاذة جميلة بشور ج – المحاضرة الثالثة بعنوان ( المرأة المسلمة بين الواقع و المأمول ) ألقتها الأستاذة عائشة اوهاب و في نهاية المحاضرات الثلاث مناقشة و اجابة عن الأسئلة ثم تكريمات لبعض الحافظات لكتاب الله تعالى و بهذا انتهت فعاليات الملتقى الذي أثبتت فيه جمعية العلماء أنها كانت و ستظل و ستبقى مرجية الجزائريين جميعا. مشاهد من الملتقى 1 – الفتى سليمان عياش من ولاية المدية حضر الملتقى السادس العام الماضي و لدى عودته تعرض لحادث مرور اصيب على اثره بالشلل إلا انه اصر على حضور الملتقى السابع على كرسيه المتحرك و قد كرمته الشعبة جزاء حبه للقرآن و تحديه للإعاقة 2 – فتاتين من ولاية الوادي مقيمتين بألمانيا اسستا جمعية هناك للحفاظ على الهوية وسط المهاجرين اصرتا على حضور الملتقى و قد كان لهما ذلك في هذا الملتقى. 3 – و انت ترقب تحركات القائمين على الملتقى تلاحظ تواصلا بين الأجيال و احتراما لبعضهم البعض و هم بذلك على سنة رسول الله صلى الله عليه و سلم ( ليس منا من لا يوقر كبيرنا و لايحترم صغيرنا ..) 4 – اشرف الاستاذ عمارة عموري شخصيا على تكريم الطلبة الحفظة 5- من بين الحافظات لكتاب الله اللواتي ختمن حفظ القرآن الكريم في سنتين ربات بيوت. 6 – القى احد براعم العاصمة قصيدة شعرية باللهجة العامية عن الحرية و قد وفق في الإحاطة بها كثيرا 7 – احد شباب ولاية المدية القى مداخلة قيمة عن الحُرية و الحِرية نالت اعجاب الجميع 8-الدكتوران عبد المجيد بيرم و عبد الحفيظ بورديم التحما مع الشباب في المطعم و في الرحلة و لم يتميزا عن الضيوف في شيء في تواضع لا يخفى أثره في نفوس الشباب . 9- الشيخ عبد الحليم قابة لم يتمالك نفسه عند سماعه الشباب ينشدون اناشيد أبو راتب و أبو الجود وغيرهم حيث قال لي ياقدور هذه التي تربينا عليها في المخيمات و الحفلات و نحن شباب. 10 – الشيخ محمد الهادي الحسني كان نجم الملتقى لما يتميز به من ادراج بعض النكت الهادفة في جلساته الجادة و محاضراته العلمية يشد من خلالها المستمعين . 11- اجتمعت في ولاية الوادي مناسبتين الاولى الملتقى الوطني السابع للقرآن الكريم و الثانية زواج الاخ امين ماجوري نجل الشيخ التهامي , و الذي نقل حفل زفافه من العاصمة إلى الوادي بين أفراد عمومته و عشيرته فهنيئا له و العاقبة ذرية صالحة ان شاء الله 12 – مما تراه ايضا في ولاية الوادي بين أبناء الجمعية احترام المهام المسندة لكل فرد و حرصه على القيام بها فإن أنت طلبت شيئا ما من شخص سيحيلك مباشرة إلى المكلف بذلك و الكلمة الأولى و الأخيرة ستكون لرئيس الملتقى لهذه السنة الأستاذ ياسين عموري. كلمة لابد منها: أمام الترحاب الذي لاقيناه و حفاوة الإستقبال و الجدية التي طبعت اشغال الملتقى و الهمة العالية التي ظهر بها الإخوة في شعبة الجمعية و مدرسة عموري القرآنية و السند الذي وجدته الجمعية من السلطات المحلية و المحسنون من أبناء الوادي أتوجه باسم الوفود التي حضرت و باسم شعب الجمعية على المستوى الوطني و باسم اسرة البصائر و القيادة الوطنية للجمعية إلى كل هؤلاء بجزيل الشكر و التقدير سائلا الله عز وجل أن يجزل لهم المثوبة , و نأمل أن تنتقل عدوى هؤلاء إلى بقية الولايات لنكون حقا صورة للخط الاصيل لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ * عضو المجلس الوطني لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين