مصرف السلام الجزائر .. خدمات بنكية أصيلة
الملتقيات والندواتنشاطات الجمعية

الحرية هي المطلب /الدكتور.عبد الحفيظ بورديم

BOURDIM1من نعم الله علي في هذه الأيام، أنني دعيت إلى ملتقى الحرية في الإسلام، أقامته شعبة وادي سوف وهي بلدة تهوي إليها أفئدة الألوف، فإذا بي يوم قصدتها في ثلة من شباب تلمسان أرى فيها طائفة من أهل الإيمان نذروا أنفسهم للقرآن فأقاموا مدرسة عموري للتعليم ونشر الخير العميم.

وفي أهل الوادي انتماء للإسلام صريح ولسان بالحق فصيح، تراهم كراما بررة وترى وجوههم ضاحكة مستبشرة، وهي أخلاق فيهم أصيلة عربية غير دخيلة، هم بقية من الصالحين لم تفسدهم حضارة الغرب المجنون، ولم تلوثهم قاذورات شهوة الطين، ولم تغرهم دعاوى الانسلاخ من الدين.

وفي الوادي سماء صافية كقلوب أهلها الذكية، ومساجد عامرة كعقول أهلها الطاهرة، وفي أرضها اتساع كأعمال أهلها يحدوها النفع والانتفاع. وإنما هي آية من آيات الله، حقّ للجزائر بها أن تباهي، وحقّ لأهلها أن يفخروا بأنهم عضدوا جمعية العلماء ونصروا. ولن ينسى الإصلاح سبق مصلحيها أولي الأبصار، ولا فضل مجاهديها أولي الانتصار، ولا حكمة علمائها أولي الابتكار.

لقيت فيها أساتذة للناس تواضعوا، والتواضع شيمة بها رُفعوا، ولقيت شبابا تحلّقوا حول شيوخ صدقوا، فألقي في نفسي أنّ غد الجزائر خير من الأمس، وأنّ أيام الخير سينسخ الله بها يوم النحس. وما ذلك على الله بعزيز .

ومن حسنات هذه الأيام أننا دخلنا بيوت إخوة كرام وسمعنا الحكمة من الأعلام وتعلمنا من شبابنا الحرص على النظام، فأيقنت أنّ الخير  أصيل ولكن الفضل للإسلام، هو الذي يحيي الله به قلوب الأنام، وقد خلت من قبل الأمثال لو يعييها الرجال ممّن نصّبوا أنفسهم على الرقاب وسيسألون عن الأمة والكتاب، حفظوهما أم ضيعوهما. وأكثرهم من الغافلين.

وإن كان بعض الناس قد فهموا الحرية ليبرالية فإننا فهمناها توحيدا وربانية، وإن فهمو بعض الساسة خداعا وعبثية فإننا فهمناها عدالة اجتماعية، وإن فهمها بعض الشواذ إباحية فقد فهمناها قيما أخلاقية، وإن زعمها بعض المتفيهقين فلسفية فقد فهمناها قرآنية نبوية.

وهي ذي جمعية العلماء من الوادي بالصحراء تعلي معاني السماء وتذكر بسنن العمران وقواعد تكريم الإنسان ومناهج حفظ الأوطان، فهل من مدّكر. فطوبى لمن ألقى السمع وهو شهيد وطوبى لمن أصاخ إلى الحق وهو رشيد، وطوبى لمن وعى أنّ الإسلام هو الحرم وأن العربية هي اللسان الملهم وأنّ الجزائر هي الرحم، وأنّ الحرية هي المطلب وأن العزّة هي المذهب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى