
ـ
إنّ المكتب الوطني لجمعية العلماء، لَيَبْـكِـي بـعـيـون دامـعة، وقلوب دامية، غياب هذا العالم الربّاني، في ظروف مأساويّـة، لأنّ غيابه هو خسارة عظمى، لا لأسرته، وبلده الجريحين فقط، ولا لأمته العربية والإسلامية المصدومين فقط، وإنما للإنسانية قاطبة، لأن ّالشيخ البوطي هو رمز للحب الإنساني، والتسامح الديني، والانفتاح الحضاري. وأيا كانت الأسباب الكامنة خلف هذا التفجير الهمجي، وأيا كانت قناعات الشيخ البوطي ومواقفه، فإنّـــنا نــديــن في جـمــعــيّـة الــعــلــمــاء مـثل هـــذا الـتّفجير، وننحني بخشوع أمام جثمان الشيخ الطاهر، ونقدم خالص العزاء لأسرته وأمته، داعين الله أن ينزل على شعبنا السوري الشقيق شآبيب رحمته، ليخرجه من هذه المحنة التي أودت بخيرة أبنائه، فيضمد جراحه، وينهض من كبوته ليبني نفسه من جديد، متجاوزا مرحلة التدمير والتفجير إلى عهد البناء والتعمير، حيث يجد كل سوري وكل سورية الأمن، والأمان، والإيمان، فتمسح الدموع، وتجفف الدماء، ويعود الفرقاء.