القدس ومخططات الاعتداء والتهويد في زمن الانبطاح العربي..!/أ.كمال أبوسنة
للمرة الألف يقوم الصهاينة المناجيس بالاعتداء على الحرم المقدسي أمام أنظار أكثر من مليار مسلم وقيام أحد الضباط الصهاينة بركل القرآن الكريم في مشهد استفزازي ولا يجد الحرم وما حوله إلا قلة من أبناء فلسطين الصامدين واقفين بصدور عارية لمواجهة حقدٍ دفين لحفنة من بني صهيون يسعون جاهدين من منطلق عقدي ونفسي لصهينة بيت المقدس الذي باركه الله عز وجل وشرفه باجتماع الأنبياء والمرسلين من لدن آدم مصلين خلف رسولنا صلى الله عليه وسلم خير خلق الله أجمعين، ليلة الإسراء والمعراج، حيث كانت عقدا ربانيا باستلام هذا المكان المقدس من طرف النبي صلى الله عليه وسلم، ومنه لأمته التي فرطت فيه وضيعته-للأسف، ويحاول بعض المحسوبين على هذه الأمة المحمدية بيعه في المزاد العلني باسم عملية السلام التي أسقطت ورقة التوت عن عوراتهم..!
والعجيب أن مدينة القدس ومسجدها يتعرضان ليلا ونهارا، سرا وجهرا، لمحاولات التهويد وتغيير الوجه الإسلامي لهما، وتكاد أذرع إخطبوط الاستطان تطبق عليهما من كل جهة والمسلمون تحسبهم أيقاظا وهم رقود، وكأن المسألة لا تعنيهم، وأخشى ما أخشاه أن تتحول قضية القدس وفلسطين من باب العادة – كما هي العادة – إلى مشكلة فلسطينية- صهيونية، أي مجرد نزاع “شعبين” على حق مشترك، أو إلى قضية لا تهم غير الفلسطينيين ومفاتيح حلها في الأمم المتحدة، وهذه الفكرة الشيطانية سوَّق لها بعض أعرابنا ونسوا أن قضية فلسطين وبيت المقدس لها ارتباط لا ينفصل بالعقيدة الإسلامية إذ لا يكون المرء مؤمنا إن خان هذه الأمانة المحمدية..!
هناك مخطط معروف للصهاينة يرمي إلى هدم بيت المقدس وبناء الهيكل المزعوم مكانه، وقد سوقت الدعاية الصهيونية لهذه الفكرة الشيطانية من خلال الفيلم الذي يروج فيه الصهيوني الخبيث ( داني ألون ) زعيم حزب ” إسرائيل بيتنا ” العنصري المتطرف لهدم الأقصى حيث يصور قبة الصخرة وهي تنهار بتقنية عالية وبتكنولوجيا الخداع البصري”الهوليودي”..!
والغريب أن السلطة الفلسطينية ما تزال تراهن إلى حد الساعة- رغم اعترافها بتغير الواقع العربي بعد ثورات الربيع العربي- على المفاوضات مع الكيان الصهيوني الذي أخرج لها لسانه مرات ومرات وأدار لها ظهره ومضى في مشاريعه الإستطانية حتى وراء ما يسمى بالخط الأخضر دون أن يأبه للاتفاقيات التي أبرمها معها بإشراف الدول الكبرى وعلى رأسها الولايات الأمريكية المتحدة الذي قد يزور رئيسها “أوباما” القدس هذه الأيام كما يتداول في وسائل الإعلام تحت رعاية إسرائيلية مما يعني الكثير من وراء هذه الخطوة غير البريئة إن تمت.. ورحم الله الإمام المرحوم الشيخ محمد البشير الإبراهيمي عندما قال:” تصدع ليل فلسطين الداجي عن فجر كاذب العيان، وتمخض مورد الطامعين في إنصاف أوربا القديمة وأوروبا الجديدة عن آل لماع يرفع الشخوص ويضعها في عين الرائي لا في لَـمْس اللامس، وباء الظانون ظن الخير بالضميرين الأوروبي والأمريكي بما يستحقونه من خيبة تعقبها حسرة، تعقبها ندامة، وتكشف ذلك اللبس الذي دام عشرات السنين عن الحقيقة البيضاء، وهي أن حق الشرق لا وليَّ له في الغرب ولا نصير…”.(آثار الإبراهيمي 3/439).
إن فلسطين ضيعها تخاذل العرب حين بحثوا عن العزة في غير الإسلام وظنوا طن السوء به، فإن عادوا إلى دينهم وتركوا أحلام “السلام” مع الصهاينة، هذه الأحلام الاستسلامية التي تباركها الصليبية العالمية شقيقة الصهيونية العالمية، ونشطوا لاسترجاع القدس الشريف كما فعل أسلافهم أيام عمر الفاروق رضي الله عنه، وأيام نور الدين الشهيد وصلاح الدين الأيوبي رحمهما الله رجعت القدس عربية إسلامية بقوة الأيدي وليس بمدها أكف الاستجداء وهي تحمل غصن شجرة الزيتون المقلوعة بجرافات الاحتلال الصهيوني…ولله الأمر من قبل ومن بعد.