مصرف السلام الجزائر .. خدمات بنكية أصيلة
أحداث وطنية ومحلية

ماذا وراء استهداف منشأة الغاز بعين أميناس…؟ / الأستاذ :محمد العلمي السائحي

SAIHIإن العملية الهجومية من قبل المجموعات المسلحة التي توصف بالإسلامية على المنشأة الغازية بتنقورتين بعين أميناس تفرض علينا الكثير من التأمل والتدبر، لأنها على ما يبدو تخفي وراءها الكثير الكثير، وأول ما يستوقفنا فيها، وجود غربيين من بين عناصرها المسلحة، وهذا يضعنا أمام أمرين اثنين هما:

-هل تواجد الغربيين ضمن عناصر هذه المجوعة الإسلامية المسلحة دليل على نجاح هذه التيارات من الترويج لفكرها في الغرب، إلى درجة تطوع البعض منهم للعمل في صفوفها؟

– أم تراه دليل على اختراق هذه الجماعات ؟

وإذا أسقطنا الفرضية الأولى باعتبار أن الرأي العام الغربي معبأ ضد هذه الجماعات بالذات، وأن الغرب منذ حادثة 11/09/2001 يفرض رقابة صارمة على الدعاة الإسلاميين، بل على كل ما هو عربي وإسلامي، فإنه يصبح من العسير قبول مثل هذه الفرضية، ومن ثمة لا يبقى لدينا إلا فرضية الاختراق، وهي فرضية محتملة القبول لأنها ممكنة، بدليل ما يشاع من أن موت القذافي كان على يد عميل فرنسي اخترق صفوف الثوار، وإذا سلمنا بهذه الفرضية يبقى علينا أن نعرف لماذا تم هذا الاختراق، وما غايته، وللإجابة عن الشق الأول من السؤال علينا أن نضع بالاعتبار أن الجماعات الإسلامية تشكو في المدة الأخيرة من نضوب مواردها البشرية، بفعل الخسائر البشرية الفادحة التي تكبدتها في صراعاتها المستمرة منذ ظهورها وحتى اليوم، الأمر الذي جعلها تتساهل في شروط الملتحقين بصفوفها، وقد رأينا كيف أن وضعها الحرج في شمال مالي اضطره إلى تجنيد الأطفال في صفوف مقاتليها، أما الجواب عن الشق الثاني من السؤال وهو الأهم، فقد ثبت أ ن بعضهم استخدم كترجمان ينقل إلى الرهائن رغبات وأوامر قادة هذه المجموعة المسلحة، ولتسهيل عملية التفاوض مع حكومات الدول التي تتبعها الرهائن فيما بعد، حينما يتم نقلهم إلى شمال مالي كما كانوا يتوقعون، وليس ذلك كل ما في الأمر ، إذ أن هناك احتمال أن يكون هذا الاختراق يهدف إلى الآتي:

·         الحصول عن معلومات على أماكن تواجد الرهائن.

·         الحصول على معلومات عن القواعد التي تتمركز بها هذه الجماعات.

·         التعرف على نوعية الأسلحة التي تستعملها ومدى فعاليتها.

·         وأخيرا وهو أهم ما في الأمر جمع أدلة عن تفريط القوات الجزائرية في الدفاع عن الرهائن المحتجزين، لتوظيفها كورقة ضغط على الجزائر لتقبل بالتدخل الأجنبي في شؤونها، وبتواجد القواعد العسكرية الغربية على أراضيها، وهذا ما تمكن جيشنا الباسل وقواته الخاصة من تفويته على هذه الأطراف الأجنبية، وذلك بتصديه بحزم وقوة لهذه العملية الهجومية، وتمكنه من القضاء قضاء مبرما على المهاجمين، وتحريره لأكثر من مائة رهينة أجنبية، وإن لقي بعض الرهائن حتفهم في هذه العملية فإن ذلك يدرج في النسبة المعقولة والمقبولة لمثل هذه المجازفات.

بقي أن نقول أن من بين الأهداف التي كانت ترمي إليها هذه العملية هي جر الجزائر إلى مستنقع الحرب في مالي لتكتوي بنارها لحساب أمن ورفاهية المستفيدين من ثروات مالي الباطنية، وقد أصاب أحد الضباط السابقين السيد شفيق مصباح فيما ذهب إليه، حينما قال في حوار أجرته معه جريدة الشروق أن الجزائر بتصديها للعملية الهجومية في عين أميناس قد استردت سيادتها على أراضيها وقرارها.العسكري والسياسي والدبلوماسي.

كما أنه علينا كدولة أن نستفيد من هذه التجربة القاسية وأن لا نجامل أحدا مهما كان بعد الآن على حساب سيادتنا وأمن بلادنا، فهذه العملية شئنا أم أبينا، جاءت كرد فعل على فتح الأجواء الجزائرية للطيران الفرنسي المتجه إلى مالي فما فيلا كل مرة تسلم الجرة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى