مصرف السلام الجزائر .. خدمات بنكية أصيلة
أحداث وطنية ومحليةحدث وتعليق

في الشأن المالي :أصدق كلمة … /د.عبد الحفيظ بورديم

BOURDIMأوشك الكون على الانهيار منذ انقلبت مراتب الأدوار. باتت أمّة الشهود تستلذّ غطيط الرقود، وأضحى كلّ فعل للمجرمين لا يسند إلاّ للمسلمين. ولمّا استيأس الروس من السوفيات سقطت على ديار الإسلام كلّ الضربات الموجعات.

فيا أيّها المسلمون، إلى أين تذهبون؟ أم إلى أيّ ركن تأوون؟

لو لم تكن فينا لوثات الآبقين لما رمتنا الحوادث من سنين، ولو لم تكن فينا شطحات المخبولين لما عدّنا العولميون من المجانين، ولو لم تكن فينا آفات المتشاكسين لما أطمعنا في أوطاننا دهاة السياسيين، ولو لم تكن فينا  علل المتعصّبين لما نفّرنا من ديننا كثيرا من الآدميين.

فيا شعوب المسلمين، هل صرنا وبالا على الدين؟

جمعت فرنسا خيلها ورجلها لتحرق في مالي الصحراء ورملها، ولمّا أنزلت جندها وعتادها نقرت في الناقور أنّها وجدت في الساحل عشّ الدبور، وكلّهم من المسلمين وأكثر الماليين من المسلمين، ثمّ صاحت في مجلس الأمن تدعوه إلى الإذن وغمض العين. حلّقت في السماء محرقاتها وزحفت في الأرض دباباتها، وأرسلت لنا صورا عن وحوش حشرت وأخرى عن أوكار دُمّرت. ولكنّ نائبا بلجيكيا آتاه الله لسانا سويا، صاح: لسنا مغفلين حتى ننخدع بالفرنسيين، إنّما عينهم على اليورانيوم فلماذا كلّ هذا اللؤم؟

فيا نوائب المسلمين، ماذا أعددتم ليوم الدين؟

وقد قالها رئيسهم جيسكار، هذا زمان عودة الاستعمار، عفوا عودة الاستحمار. ولكنّ أقواما فينا وليسوا منّا لا يزالون شؤما علينا، يكرّرون على مسامعنا ما حفظوه من رومنا، فيقولون إسلامكم خطر على عالمنا. والإرهاب شوهتكم في غرّتنا. ويلهم ألم يسِمُوا شي غيفارا بذاك الوسم؟ ألم يُسَمّوا كارلوس بذاك الاسم؟

ولمّا رأيت المؤامرة من ليبيا الشرق تطوّق، والطائرات في شمال مالي تحلّق، تملّكني الذعْرُ على بلد هو العُمْرُ، وخشيت أن يدفعنا خبث الفرنسيين إلى اتهام الدين، فإذا بسلاّل وقد رزق أصدق مقال، نفى عن الإسلام أن يكون سبيل الإجرام.

ويكفيني منه ذلك، وتكفيني منه فطنته في تلك. تكفيني منه غيرته على الدين، أماّ تسيير الحكم فشأنه وليس من شأني. وهو يعلم أكثر منّي وما كان لي أن أقول بالظنّ. ولكنني أعلم أنّ نبية الاستعمار أرادت أن تلهب الأرض بالنار حتى تتسلّل مثل اللص إلى حيث ثمين الفصّ.

فيا حكام المسلمين، لا تكونوا هزءة العالمين؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى