مصرف السلام الجزائر .. خدمات بنكية أصيلة
أحداث دولية

المسلمون الروهينغا في بورما يستغيثون فهل من مغيث…؟

BORMAبقلم الأستاذ: محمد العلمي السائحي

إن ما يتعرض له مسلمو الروهينغا في بورما من تشريد وتنكيل وسجن واغتصاب ثم قتل، أمر يدفعنا إلى التساؤل عن جدوى المؤسسات الدولية، وفائدة المنظمات الإنسانية، كما يجعلنا أيضا نندهش لعجز المسلمين دولا وشعوبا عن نجدة إخوانهم الروهينغا، ولو للتخفيف من معاناتهم بعض الشيء، أما تساؤلنا عن جدوى المؤسسات الدولية فمرجعه إلى عجز منظمة الأمم المتحدة ومجلسها للأمن، عن حماية هذه الأقلية المسلمة المضطهدة، من تعسف الطغمة الشيوعية الحاكمة، التي  تنكرت لحقها في الجنسية البورمية، والتي لهم الحق كل الحق فيها، لكونهم متواجدون في البلاد منذ أقدم العهود والعصور، بل كانت لهم فيها ممالك ودول، بل إن سكوت هذه المؤسسة الدولية ومجلسها للأمن، عن التصفية العرقية السافرة التي تعرضت لها هذه الأقلية المسلمة ولا زالت، ثم إجبار ما بقي من أفرادها على العيش في مخيمات على قمم الجبال وحافات السواحل في تخوم بورما وحدودها، أمر يدعونا حقيقة إلى إعادة النظر في مدى جدوى هذه المؤسسة الدولية، بل يدفعنا إلى الشك وبقوة في مبرر وجودها ذاته، حيث تدعي وتزعم أنها قامت لحفظ  السلم والأمن في العالم، فنحن حيثما تلفتنا نرى العالم يموج بالاضطرابات والحروب، وعلى وجه الخصوص في العالم العربي والإسلامي، أم أنها معنية فقط بالأمن والسلم في العالم الأوروبي فحسب؟ إن كان الأمر كذلك فإنه يتوجب على العالم العربي والإسلامي أن ينسحب من عضويتها و يُنشىء لنفسه مؤسسة دولية خاصة به ترعى مصالحه وتدافع عنها. فذلك أصبح ضروريا بعد ثبوت عجز الأمم المتحدة عن حماية مصالح العالم العربي والإسلامي في كل  فلسطين وأفغانستان والعراق و السودان والصومال والفلبين والبوسنة .

كما تجعلنا مأساة مسلمي الروهينغا في بورما، نندهش ونتعجب من حالة العجز التام للعالم العربي والإسلامي عن حماية هذه الأقلية المسلمة ومساندتها، مع أن لدوله أوراق ضغط كثيرة كان بقدورها أن توظفها في تأليب الرأي العام العالمي وجعل أعضاء الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن يقفون بصرامة وحزم في وجه الطغمة الشيوعية في بورما، وإجبارها على الاعتراف لهذه الأقلية المسلمة بحقها في العيش الآمن في بورما، خاصة وأنهم من أبناء البلاد وليسوا من الوافدين عليها، وعلى افتراض أن لدول العالم العربي والإسلامي مبررات ما- ولا نرى لهم أية مبررات- لسكوتهم وامتناعهم عن التدخل لدى السلطات البورمية، وإجبارها  على وضع حد لتعسفها ضد هذه الأقلية المسلمة، فما بال شعوبها هي الأخرى لم تحرك ساكنا حتى الآن؟ أم أنها ترى نفسها غير معنية بهذا الأمر؟ ألا إن مسلمي الروهينغا في بورما يستغيثون، فهل من مغيث يا مسلمووووووون ؟.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى