مصرف السلام الجزائر .. خدمات بنكية أصيلة
تحاليل وآراء

يهودي يفضح اليهودية /د.عمار طالبي

TALBI2ترجم هذه السنة (2012) كتاب “تاريخ اليهود وديانتهم، ثقل ثلاثة الآخحام

Jewish history, jewih religion, the weight of fhree thousans years

ومؤلفه: إسرائيل شاحاك:israel shahk وهو أكاديمي عالم في الكيمياء، ولد في وارسو عام 1933، أمضى طفولته في معسكر اعتقال في بلزن، Belsen، ونذهب إلى فلسطين سنة 1945 وخدم في الجيش الإسرائيلي، ولم تغره الماركسية ولا انجذب إليها.

لما ترشح ترومان لرئاسة الولايات المتحدة سنة 1948 لم يهتموا به، وتركوه وحيدا إلا أن الصهاينة الأمريكان قدموا له مليوني دولار نقدا في حقيبته ليستعملها في حملة انتخابية، كرشوة له، وإفسادا لضميره وليعترف بدولة الصهاينة في الأمم المتحدة، وهذا الاعتراف سمم الحياة السياسية في أمريكا، فأصبحت الراعي الأول لها وحاميتها بدون شرط، فاشترت أقلية دينية تمثل أقل من اثنين في المائة من السكان الأمريكان، وابتزت سبعين عضوا من مجلس الشيوخ وهي  الأغلبية الضرورية لتفادي الفيتو الرئاسي، مع تمتع هذه الأقلية بوسائل إعلام فعالة، وتصرف اللوبي اليهودي تصرفا يجمع فيه ملايين الدولارات تذهب إلى دولة الصهاينة بدعوى أنها حصن ضد الشيوعية، مع أنه ليس للاتحاد السوفياتي في تلك المنطقة وجود تخشى منه، وبذلك اختارت الولايات المتحدة أن تعادي العالم العربي، وتنحاز إلى اليهود انحيازا مطلقا بسبب هذه الرشوة الفائضة على من تختارهم من الفاعلين في الوسط السياسي الأمريكي، وأصبح التضليل وسيلة فعالة في الوسط الإعلامي والسياسي فيما يحدث في الشرق الأوسط، وانحاز المثقفون اليهود الأمريكان إلى تحالف مجنون مع الأصوليين المسيحيين البرتستانت، إلا أن من اليهود من لم ينخدع لهذه التضليلات، ومنهم صاحب هذا الكتاب الذي حلل السياسات الإسرائيلية المشؤومة، وامتد نظره ودراسته إلى التلمود نفسه، وإلى تأثير الكهانة العمياء على ما يسمى بدولة إسرائيل، ويتجهون اليوم بقوة إلى اعتبارها دولة يهودية دينية خالصة، تقتصر على اليهود لا غير، ويكرهون شاحاك هذا العالم الصريح، لمعارضته الشديدة لهذا الاتجاه التهودي، وهو مع أنه يهودي إلا أن شعاعا من الحكمة أضاء عقله، لأنه عالم لا يخون المعرفة الحقة.

قدّم لهذا الكتاب في طبعته الأولى غور فيدال، وللطبعة الثانية ادوارد سعيد الفلسطيني، ووصفه بأنه أستاذ فخري للكيمياء الحيوية في الجامعة العبرية في القدس، وهو أكثر الشخصيات أهمية في الشرق الأوسط، التقى به ونشأت بينهما مراسلات منظمة منذ حوالي خمسة وعشرين عاما، وهو ذكي لا يتوقف عن البحث، رشحه طلابه كأفضل أستاذ، ونال جوائز عدّة عن أدائه الأكاديمي، ووضح لديه مدى معاناة الشعب الفلسطيني غير اليهودي، فاندفع في بحث طبيعة هذه الدولة وسياستها، فشكل الرابطة الإسرائيلية لحقوق الإنسان وترأسها، كان يصرح بالحقيقة بلا تزويق، وتميز بمعاداة العنصرية بشكل واضح، وكان له موقف صارم ضد العنصرية اليهودية الشرسة، وأعلنت صحيفة واشنطن بوست، أنه توفي وهو حي، ولم تجرأ أن تكذب الخير، ويتسم في مواقفه بالصرامة والدقة، كما يصفه أدوار سعيد، ينكر قتل الفلسطينيين أشد الإنكار، ولا يبالي بغضب بعض الناس، واستعمل عبارة: اليهودي النازي في وصفه لأساليب اليهود التي يستعملونها لاضطهاد الفلسطينيين، وربط بين اليهودية والصهيونية، ففضح كثيرا من الدعايات الكاذبة مع أن كثيرا من الإعلاميين في أمريكا وأوروبا يتكرمون على إسرائيل بأعظم الأوصاف، وأجمل النعوت، وإن كانت معروفة بالكذب والتضليل مع أن شاحاك كان ضحية الهولوكوست، ولكنه ليس من الذين يتلاعبون بهذا باسم اليهود، وهو ضد استعمال الدين لتسويغ السياسات القاسية، إنه مفكر حر شجاع، كما أنه نقد سياسة إسرائيل، كذلك نقد بعض الحماقات التي ترتكبها منظمة التحرير وجهلها بواقع إسرائيل، وتنازلاتها الحمقاء وعبادتها للشخصية، هذا كلام ادوار سعيد وهو أي شاحاك ينتقد جماعة السلام من الإسرائيليين وحوار الفلسطيني معهم، ولذلك فإنهم لا يتصلون به، وهو الصادق في لهجته واتجاهه الإنساني، ولذلك دان ما وصل إليه الفلسطينيون في أوسلو، وهو ما كان يشعر به سعيد من خجل حين يرى القادة من فلسطين تواقين سرا وعلانية لأنه ينتقد سياستهم المخزية فيما يرى ادوارد سعيد، وكان شاحاك عالما باليهودية في مصادرها فهو مؤرخ بارز ومفكر واضح الفكر، درس التقاليد الكهنوتية والتلمودية وما ظهرت به اليوم من صورة مدمرة من الظلم والتعصب الديني، وظهور أسطورة أن إسرائيل ديمقراطية في وسائل الإعلام الغربية، وها نحن اليوم نرى اضطرار المرشح لوزارة الدفاع الأمريكية ليعبروا عن تأييده لها وحمايتها كي تقبله الإدارة الأمريكية وتبارك عمله في وزارة الدفاع .

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى