مصرف السلام الجزائر .. خدمات بنكية أصيلة
أحداث وطنية ومحلية

لنبدأ بتجريم الاستدمار/أ٠عفاف عنيبة

ANIBAقبل أن نعطي دروسا للغير ونستنكر إزدراء السياسيين الغربيين لنا، لنبدأ بتجريم الاستدمار الفرنسي عندنا.

إلى حد الساعة كل ما قيل في هذا الموضوع، كلام عاطفي لا يسمن ولا يغني من جوع.  قرأت ردة فعل السيدة مارين لوبان، التي استهجنت أمر الاعتذار إلى الشعب الجزائري، بالنسبة إليها الجزائر دولة متخلفة تنخرها أمراض عدة أهمها الفساد. ومن جهتنا لا يخدمنا العمل المناسباتي، من ينظر إلى أحوالنا يندهش أمام الكم الهائل من اللافهم ومن القصور والتقصير.

هل أعطينا صورة مشرقة لجزائر الاستقلال؟ طبعا لا.  كل ما نجحنا فيه، نسخ تجارب الغير، والمصيبة أننا فشلنا في ذلك!  الحرية التي ننعم بها لا أحد ينكرها، لكن ماذا فعلنا بها؟

سلبنا وغنمنا ونهبنا وتجاوزنا كل الحدود في سبيل حماية مصالح أقلية، ودائما من يقود القطيع حاشية فاسدة.  نحن أخفقنا في الاتفاق على الحد الأدنى في موقف موحد ناحية جرائم وماضي فرنسا في الجزائر.  فكيف بنا نطالبها بالاعتذار؟

كان تعامل فرنسا معنا منذ القدم مشفوعا بنظرة استعلائية، تحقر من شأننا وتنفي عنا صفة الآدمية، فكيف بنا نسهر على مصالحها لنفوت فرصة تجريم استدمارها تشريعيا؟

التناقض الذي نقع فيه ينزع عنا أي موضوعية وأي مصداقية، فكيف بنا نطالب العدو ما نحن عاجزون على فعله؟ ثم إن الشعب الجزائري في حاجة اليوم إلى سياسة واضحة المعالم ناحية فرنسا، نتوعدها من جهة ونخطب ودها من جهة أخرى، وقبل أن نحاسب الغير، لنشرع في ذلك مع أنفسنا، أليس أفضل؟ كم أهدرنا من فرص ولا زلنا، لهذا يبدو لنا من المضحك المبكي أن نوجه بأصابع الاتهام نحو العدو القديم الجديد وننسي في خضم ذلك أخطاءنا، أين السياسة الراشدة؟ أين سياسة المكاشفة والمتابعة والمحاسبة؟ أين قراءة أمينة للتاريخ، وأي ميراث نريد أن نورثه أبناءنا؟

لا يجدي نفعا النفاق مع العدو ولا مع الشعب، فهل من معتبر؟

كالعادة أسئلة تبقى بدون أجوبة والأيام نداولها بين الناس، وعلى الشهداء الأبرار السلام.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى