مصرف السلام الجزائر .. خدمات بنكية أصيلة
الملتقيات والندواتنشاطات الجمعية

ندوة علمية بالمركز الثقافي ببسكرة:جمعية العلماء واقع وآفاق

B11كان المركز الثقافي  ببسكرة على موعد مع فعاليات المجتمع المدني، وأعضاء المكتب الوطني، وكانت البداية بآيات بينات من الذكر الحكيم، تلاها الأستاذ الدكتور عبد الحليم قابة، ليتقدم بعده الدكتور عبد الرؤوف دبابش رئيس الشعبة الذي قال: نرحب بكم في مدينتكم، ونرحب بكل من لبى دعوتنا، ودعوة جمعية العلماء، راجين أن نكون في مستوى المسؤولية، ونشكر بالمناسبة كل الفعاليات المختلفة، والسلطات المحلية، والشكر أيضا للذين ساندوا شعبة ولاية بسكرة ماديا ومعنويا. افتتح الدكتور عبد الرزاق قسوم الحفل بحمد الله وشكره، ليقول: أنتم أبناء مدينة النخيل والزيبان والوفاء، هنيئا لكم بما عملتم فأحسنتم، ونظمتم فأجدتم، لقد بذلتم الجهود، ووفيتم بالعهود، ومكنتمونا من قضاء يومين مليئين بالإنجازات الإيجابية، إن هذه السنة الحميدة التي دأبت عليها الجمعية بعقد اجتماعاتها على مستوى الولايات كان أحسن أداء لحل المشكلات ودراسة القضايا، وهذه بسكرة خصص لها المكتب الوطني وممثلو شعب الولايات يومين لدراسة قضية الجيل الصاعد، لوضع أسس تربوية مستقبلية على قاعدة التوازن المنشود، لتعميق الاعتزاز بالوطنية والإسلام، فاسمحوا لي أن أتوجه إليكم بالشكر الصادق باسم أعضاء الجمعية، وممثلي الشعب الولائية الذين جاؤوا إليكم لصياغة المنظومة التربوية، فهنيئا لكم، وشكرا لكم جميعا. وألقى مدير الشؤون الدينية والأوقاف بالولاية كلمة قال فيها باختصار: مما لا شك فيه أن التربية والتعليم هي الحجر الأساسي لتربية أصيلة، تحقق آمال الأمة والوطن، انطلاقا من الأسرة والمدرسة، وجمعية العلماء كان هذا من أهدافها، من ابن باديس إلى يومنا هذا، وإن مجهوداتكم التي لا ينكرها أحد تضاف إلى السجل الحافل بالإنجازات في هذه الجمعية في سبيل إحياء تراثها ودينها. أما رئيس المجلس الشعبي البلدي، فشكر الجمعية
على ما تبذله من أنشطة ميدانية هادفة، قائلا: في الحقيقة أعجز أن أتكلم بحضور أساتذتي علماء الأمة، ولكنني بموقع عملي أرحب بكم جميعا، أعضاء المكتب الوطني، وأعضاء الشعب الولائية، فأنتم هنا لتواصلوا المسيرة، مسيرة روادنا وآبائنا، وعلى رأسهم العلامة ابن باديس رحمه
الله، فجمعية العلماء من الجمعيات الرائدة في تاريخ هذه الأمة، والمحاربة للخرافات، والتقاليد، والبدع البالية، ونحن هنا لمساندتها ومساعدتها، والله يوفقكم. وألقى رئيس المجلس الشعبي الولائي، ممثلا للسيد الوالي قائلا: أرحب بالجميع باسمي الخاص وباسم أعضاء المجلس الولائي، وإن اجتماعكم هذا يعتبر امتدادا لما قام به أسلافنا، فأنتم هنا تواصلون توجيه العقول بالمشعل الذي أخذتموه لإنارة دروب هذا الوطن علما وفكرا، ومدينة بسكرة تتشرف بوجودكم هنا لدراسة ملف التربية، الذي نرجو أن يعيد لنا الأمل في تربية إسلامية حقيقية. الدكتور عبد المجيد بيرم: وفي الفترة الثانية من الندوة، تقدم الدكتور عبد المجيد بيرم بمحاضرة تحت عنوان: «جمعية العلماء ومرجعية الشعب الجزائري»، والتي كانت في صميم الموضوع المختار، والتي برز فيها كعادته متمكنا من مادته، رغم اعتذاره عما يمكن أن يلاحظ في كلمته، التي –وبتواضعه- سماها مداخلة فجائية، لأنه لم يطلب منه أن يحاضر إلا في آخر لحظة، ورغم هذا فأنا أرى أن «مداخلته» كانت محاضرة رغم أنفه، لما اشتملت عليه من مفاهيم جديدة ف في ّأنا شخصيا من المستفيدين منها، فقد عر البداية معنى المرجعية لغويا، وتصنيفا، وتوظيفا، فالمرجعية دينية كانت، أو تراثية، أو علمية تاريخية، أو إسلامية إلى آخر هذه المرجعيات يراها المحاضر ضرورية للمجتمعات الإنسانية، فالفوضى مثلا تنظمها المرجعية الدينية، أو السياسية، أو العقائدية. ثم تساءل هل جمعية العلماء مرجعية أم لا؟ ليجيب قائلا: إن علماءنا في الجمعية المتميزون بأخلاقهم، وتضلعهم في العلوم المختلفة، هم مرجعية هذه الأمة ومجتمعها، وجمعية العلماء كهيئة استفادت من أمثال هؤلاء العلماء، الذين تشبعوا بالمنهجية والأفكار الصالحة، كالأفغاني، ومحمد عبدو، ورشيد رضا، وغيرهم، ومن الذين جاءوا بعدهم، أصبحوا أيضا مرجعية، كابن باديس، والإبراهيمي،والتبسي، بأفكارهم، وعلمهم،
ونضالهم، واستماتتهم على الحق، فهؤلاء جميعا تبنوا الأمة فاحتضنوها، ووجهوها، وحصنوها فكريا، ودينيا، وحضاريا، ليواصل قائلا: إن جمعية العلماء عقديا، ومن خلال مرجعيتها، وعلمائها، وكتابتهم، نجد أنها وجهت الأمة إلى العقيدة الصحيحة، برجوعها وانطلاقها من القرآن الكريم والسنة النبوية، والسلف الصالح، وابن باديس كان سباقا إلى إرساء المقدسات التي  لا يمكن للإنسان أن يحيد عنها، كالإسلام، واللغة، والوطن، وأخيرا تساءل قائلا: هل كان مشروع جمعية العلماء ناقصا؟ ليجيب قائلا: نعم، فالظرف والزمان الذي وجدت فيهم غير الظرف والزمان الذي نحن فيهما، فواجبنا أن نحافظ على الثوابت التي هي أصالتنا، رأس مالنا في الحياة، فبعد الاستقلال مباشرة، غابت المرجعية الأساسية للجمعية، وأصبحت الساحة مرتعا لمرجعيات مختلفة رهيبة، فككت وحدة الأمة وأضاعتها، ونأمل أن تعود الجمعية في عهد ما بعد الاستقلال إلى مرجعياتها الأصيلة، وعلمائها الأفذاذ، وهذا ما نحاوله حاليا. الدكتور قسوم: مداخلة الدكتور قسوم تناولت البعد الروحي، والوطني للجمعية، قائلا: إن إرادة قوية لدى كل واحد منا تدفعه إيجابيا عندما يتخذ ميدانا ينطلق منه، وهذا المنطلق هو المبادئ الأساسية المستمدة من عقيدتنا، وديننا، وقرآننا، ولكننا نختلف في كيفية الإيصال إلى الهدف، ولذلك، فالذين تحدثوا عن واقع الجمعية بإيجابياتها لم ينفوا السلبيات، والتي كانت بضعف الإمكانات التي حددت مسارها وتحقيق أهدافها، وبالرغم من هذا نقول: إنه إعجاز أن نحقق تلك الآمال. إن الآفاق المستقبلية المنشودة، نصنفها ونضعها مع الأمل والعمل، فكيف تتمكن الجمعية من تحقيق ذلك، إن الشعب الجزائري بتعلقه بجمعية
العلماء، حقق بعض آماله، بربط الإنسان بذاته العميقة الأصيلة، وبمقدساته: «الإسلام، واللغة، والوطن» معلقا آماله على الجمعية في ظل هذه الإمكانات الظاهرة بعد الاستقلال، ولهذا فالعمل الواجب على جمعية العلماء هو الأخذ بيد الطفل الذي يمكن لنا أن نصوغه كيف نشاء، ومتى شئنا، لتتحقق تربيته حسب الثوابت الأساسية لمجتمعنا، والعمل على حصانة هذا الجيل من الغزو الثقافي الذي هب علينا بأسلوب وحشي، أتى على كل المقومات الأصيلة لأمتنا، فما نراه من اعتداء التلميذ على معلمه، والطالب على أستاذه، والطفل على أصوله، ما هو إلى نتيجة لهذا الغزو الأجنبي للفكر الإسلامي الجزائري، فعمل الجمعية ينصب على الفكر بالتربية والتوجيه، انطلاقا من القرآن، والسنة، والسلف الصالح، جاعلة منهم مرجعيته الأولى، حفاظا على الوطن،وأمنه، وشعبه، وهذا دون أن نضيق بالعلوم الوافدة والواردة، والتي تخدم الإنسان، ولكننا نرفض ما يهدد أصالتنا، وديننا، وتقاليدنا. فالجمعية تضع الأمل والعمل طريقا، وأسلوبا في تعاملها الدائم لتحقيق آمال الأمة، بإتقان العمل، وحسن التنظيم، والتمسك بمبادئ الإسلام، وعدم رفض أي أسلوب يخدمنا، وليس من مرجعيتنا، والجمعية تدعو إلى العلم المؤسس على القواعد الإسلامية، مع الانفتاح على العلوم المختلفة، لنضع أنفسنا في معزل عن الزلازل الفكرية والعقادية، والتمسك بكل العلوم الإنسانية التي تخدمنا وتخدم ديننا وأمتنا، إلى آخر ما قاله الدكتور قسوم، مع الاعتذار عن الاختصار المقل. الدكتور عمار طالبي وجمعية العلماء بعد الانبعاث: بعد حمد الله تعالى وشكره، قال: إنه لمن السعادة أن نحل بهذه المدينة التاريخية العظيمة، وأن نجد الأمة هنا متمسكة بما سطره أسلافنا في هذه المنطقة التي عرفت بجهادها، وعلومها، وعلمائها. ه ّإن تقدم أية أمة، واستمرار نهضتها، امتداد لما  وخط العلماء والشهداء، وهذه الأرض، أرض النخيل، سقيت بكثير من دماء الشهداء، من الفتح إلى اليوم، وكانت هذه التضحيات هي التي حققت آمال هذه الأمة، وأتت أكلها كما تؤتي النخيل ثمارها، ونحن على وشك تمكين الرسالة، وتقديمها إلى الجيل الجديد، وإن وجودنا اليوم، ونحن ندرس التربية، تجديد للعهد الذي قطعناه، نغرس حب الخير والاستقامة في نفوس شبابنا وأمتنا، لذا نرجو من الشباب أن لا ينحرفوا، وأن يتمسكوا بالرسالة المحمدية، ويوصلوها إلى أهلها، فالجزائر اليوم، تعتبر مكانا واسعا وفسيحا لتقبل كل هذه المنابع الفكرية، والتربية والعمل، والأمة على استعداد للتواصل معكم، لأنها تعرف أنكم الشرارة التي تدفع إلى الأمام، ونحن في جمعيتنا متأكدون أن الأمة، ومعها شبابها تقف سدا منيعا ضد كل ما يعيقها في الوصول إلى ما تريده من خير وسعادة، ومعكم نجدد العهد، ونغرس المحبة، داعين الشباب إلى التعمق في دراسة دينه ومرجعياته الأساسية، ليضيف قائلا: نريد من الشباب أن يعتز بماضيه، وبرجاله أمثال ابن باديس وصحبه، الذين خطوا الطريق، وعلينا أن نعمل ولا نتكاسل، فالعمل هو النجاح للأـمة والوطن، والعمل هو الدافع إلى النجاة مما يعيق تقدمنا ونهضتنا. هذا وقد انتهت الندوة في حدود الواحدة بعد الزوال، بمداخلات من الحاضرين، ونقاش انصب أغلبه على مضمون التربية، وما يمكن أن يتحقق مستقبلا، وقد أبدى الكثير منهم اعتزازه بدور جمعية العلماء في التربية، وما تقدمه وتحاول تحقيقه رغم الصعاب، والعراقيل، كما تليت توصيات اللجنة التربوية، والتي قد نعود إليها في عدد قادم بحول الله. وفي الأخير نشكر شعبة ولاية بسكرة، من رئيسها الدكتور عبد الرؤوف دبابش، وأعضاء مكتبه، والذين بذلوا جهودا معتبرة في سبيل إنجاح هذا اللقاء لمميز، وإلى كل الإخوة الذين ساهموا في هذا العمل من مسؤولي الولاية والبلدية، خصوصا مديرية الشؤون الدينية للولاية، التي بحق كانت في المستوى المطلوب، بفتحها مساجد المدينة لعلماء الجمعية الذين وجهوا الأمة بدروسهم وتوجيهاتهم يوم الجمعة، كما نوجه شكرنا إلى صاحب فندق القدس، ودار المعلم، ودار الثقافة، وكل المساهمين ماديا أو معنويا، والله الموفق لما فيه الخير للجميع.

تقرير الدكتور طوالبي

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى