مصرف السلام الجزائر .. خدمات بنكية أصيلة
أحداث وطنية ومحلية

من قتل شيماء ؟! /د. نجيب بن خيرة

CHAIMAمن المغالط الكبيرة أن ننظر إلى الجريمة هنا على أنها حادث معزول عن الجريمة هناك ..فالرباط وثيق بين الحوادث  في دنيا الناس بروابط ظاهرة أو خفية  ….وليس لنا أن نقصُر النظر إلى الجاني بعيدا عن أوضاعه الاجتماعية والأخلاقية والاقتصادية جميعا ..

منذ أيام هزّ المجتمع الجزائري نبأ مقتل الطفلة البريئة ( شيماء ) ذات الثماني سنوات ، على يد وحش من وحوش البشر ، ممن امتلأت بهم أرجاء المجتمع ، وصاروا مصدر بلاء وشقاء للأمة أناء الليل وأطراف النهار ..
وقد سألت نفسي :من قتل الطفلة البريئة ؟ هل هو هذا الشاب المنحرف وحده ؟ .
و الحقيقة عندي أن قتلها فيه شركاء متكاتفون .. و الجناة  كانوا  سندا لبعضهم وظهير …إنه جهاز متكامل للإنحراف و الجريمة بمختلف أشكالها ومستوياتها ..تبدأ من القمة إلى القاعدة و العكس أيضا ..
ماذا يعني أن تقول رئيسة المرصد الجزائري للمرأة : أن المسؤولية تقع على الأولياء وحدهم ، فهم المتساهلون في خروج أولادهم من البيوت دون رقيب ..
هل يجب أن نحتجز الأبناء في الغرف حتى تختفي جرائم الخطف والاغتصاب في المجتمع ؟ هل هذا هو الحل الأنجع ؟ ما هذا السفه ؟!.كما أن الوضع خطير، عندما يصرح رئيس الشبكة الجزائرية للطفولة فيقول : إن الجرائم التي تتحدث عنها وسائل الإعلام ما هي إلا قطرة في بحر ، لأن المجتمع الجزائري ينام على كوارث أخلاقية ، تزيد من حدتها لامبالاة السلطات الرسمية في التوجه مباشرة إلى حل المشكلة .
هل يعقل أن تبلغ حالات اختطاف الأطفال في الجزائر 200 حالة خلال عام 2012 فقط ؟؟!!.
هل يُكفكف من غَلواء هذا الإجرام صيحات باردة ، ونداءات فاترة لاستحداث وزارة مستقلة تهتم بحماية الطفولة تارة ، والدعوة إلى إعادة النظر في استرجاع عقوبة الحكم بالإعدام تارة أخرى ؟
إن الترقيع في إيجاد حلول لبلايا تجذرت في أوصال المجتمع لا يغني عن الحق شيئا!، و القصاص يجب أن يشمل كل من تسبب في إفقار الشعب ، وإهدار ماله ، ونهب ثرواته ، وتعطيل نمائه … يجب أن يشمل كبار المجرمين وصغارهم ، الحكام منهم و المحكومين ، الرعاة منهم و الرعية ….
لقد كانت أقصى الجرائم   التي ترتكب ـ إلى عهد قريب ـ في مجتمعنا لا تزيد عن سطو على متجر ، أو كسر أقفال حانوت ، أو خطف سيارة من صاحبها وبيعها قطع غيار في السوق السوداء …أما أن يُخطف البشر ، ويعذبون، ويغتصبون ، ثم يرمون على قارعة الطريق ..! ، ثم يسود الصمت في الناس كصمت المقابر ، دون الاكتراث لأحزان الضحايا ، وغضبٍ لمظالمهم ، فهذا ما لم نعرفه ، ولم نشهده ، ولا عهد للناس به .
إن المواقف قصاص ، وكما فُعل بشيماء سوف يُفعل بغيرها غدا ،إذا تُرك المجرمون تقوى شوكتهم ، ويَضْرى شرهم ..و الناس من خوف الذل في ذل ..!.
إنه قبل أيام تعرضت فتاة هندية جامعية  في نيودلهي للضرب والاغتصاب على قارعة الطريق ، فقامت الدنيا ولم تقعد ، وتحركت طوائف الهنود في طول البلاد وعرضها ، وعمّ السخط في شوارع المدن  التي خرج أهلها غاضبون من إهمال الدولة ، وتقاعس الشرطة ، وتقصير الحاكمين ..بل إن الغضب تخطى الحدود ليصل إلى عوالم أخرى ..حتى أن ( بان كي مون) الأمين العام للأمم المتحدة أعرب عن حزنه العميق لوفاتها ، وقال رئيس وزراء الهند : إن هذه القضية لو تمكنا من تحويلها إلى مسار عمل بنّاء فسيكون ذلك تكريما حقيقيا لذكراها …
يحصل هذا في بلاد الهندوس حيث تُعبد الأبقار و الجرذان و الحشرات وكثير من الدواب ..!، وفي بلد الإسلام لم نسمع  إلا تعليقات إعلامية سمجة ..، ثم رجعت الكلاب البوليسية التي خرجت تبحث عن الجاني إلى أقفاصها ، وصُنِّف المجرم في عِداد الهاربين ..!.
لقد آن الأوان أن نضع حلولا ناجعة لآفات نخرت جسم الأمة  حتى النخاع ، ونفُضَّ مغاليق الخزائن الملأى بالمال ، لنحل بها مشاكل البطالة ، و التسرب ، و الفقر ، والجوع ، و المسغبة و المتربة …
وإلا سوف يكون حالنا كحال السفيه الذي يملك المال ولا يحسن التصرف فيه ، وينفقه على خلاف مقتضى العقل و الشرع فيما لا مصلحة فيه ..
وقد نبّه القرآن الكريم المؤمنين بقوله ” وَلَا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ ”
فاللهم لا تعذبنا بما فعل السفهاء منا …..

من المغالط الكبيرة أن ننظر إلى الجريمة هنا على أنها حادث معزول عن الجريمة هناك ..فالرباط وثيق بين الحوادث  في دنيا الناس بروابط ظاهرة أو خفية  ….وليس لنا أن نقصُر النظر إلى الجاني بعيدا عن أوضاعه الاجتماعية والأخلاقية والاقتصادية جميعا ..

منذ أيام هزّ المجتمع الجزائري نبأ مقتل الطفلة البريئة ( شيماء ) ذات الثماني سنوات ، على يد وحش من وحوش البشر ، ممن امتلأت بهم أرجاء المجتمع ، وصاروا مصدر بلاء وشقاء للأمة أناء الليل وأطراف النهار ..
وقد سألت نفسي :من قتل الطفلة البريئة ؟ هل هو هذا الشاب المنحرف وحده ؟ .
و الحقيقة عندي أن قتلها فيه شركاء متكاتفون .. و الجناة  كانوا  سندا لبعضهم وظهير …إنه جهاز متكامل للإنحراف و الجريمة بمختلف أشكالها ومستوياتها ..تبدأ من القمة إلى القاعدة و العكس أيضا ..
ماذا يعني أن تقول رئيسة المرصد الجزائري للمرأة : أن المسؤولية تقع على الأولياء وحدهم ، فهم المتساهلون في خروج أولادهم من البيوت دون رقيب ..
هل يجب أن نحتجز الأبناء في الغرف حتى تختفي جرائم الخطف والاغتصاب في المجتمع ؟ هل هذا هو الحل الأنجع ؟ ما هذا السفه ؟!.كما أن الوضع خطير، عندما يصرح رئيس الشبكة الجزائرية للطفولة فيقول : إن الجرائم التي تتحدث عنها وسائل الإعلام ما هي إلا قطرة في بحر ، لأن المجتمع الجزائري ينام على كوارث أخلاقية ، تزيد من حدتها لامبالاة السلطات الرسمية في التوجه مباشرة إلى حل المشكلة .
هل يعقل أن تبلغ حالات اختطاف الأطفال في الجزائر 200 حالة خلال عام 2012 فقط ؟؟!!.
هل يُكفكف من غَلواء هذا الإجرام صيحات باردة ، ونداءات فاترة لاستحداث وزارة مستقلة تهتم بحماية الطفولة تارة ، والدعوة إلى إعادة النظر في استرجاع عقوبة الحكم بالإعدام تارة أخرى ؟
إن الترقيع في إيجاد حلول لبلايا تجذرت في أوصال المجتمع لا يغني عن الحق شيئا!، و القصاص يجب أن يشمل كل من تسبب في إفقار الشعب ، وإهدار ماله ، ونهب ثرواته ، وتعطيل نمائه … يجب أن يشمل كبار المجرمين وصغارهم ، الحكام منهم و المحكومين ، الرعاة منهم و الرعية ….
لقد كانت أقصى الجرائم   التي ترتكب ـ إلى عهد قريب ـ في مجتمعنا لا تزيد عن سطو على متجر ، أو كسر أقفال حانوت ، أو خطف سيارة من صاحبها وبيعها قطع غيار في السوق السوداء …أما أن يُخطف البشر ، ويعذبون، ويغتصبون ، ثم يرمون على قارعة الطريق ..! ، ثم يسود الصمت في الناس كصمت المقابر ، دون الاكتراث لأحزان الضحايا ، وغضبٍ لمظالمهم ، فهذا ما لم نعرفه ، ولم نشهده ، ولا عهد للناس به .
إن المواقف قصاص ، وكما فُعل بشيماء سوف يُفعل بغيرها غدا ،إذا تُرك المجرمون تقوى شوكتهم ، ويَضْرى شرهم ..و الناس من خوف الذل في ذل ..!.
إنه قبل أيام تعرضت فتاة هندية جامعية  في نيودلهي للضرب والاغتصاب على قارعة الطريق ، فقامت الدنيا ولم تقعد ، وتحركت طوائف الهنود في طول البلاد وعرضها ، وعمّ السخط في شوارع المدن  التي خرج أهلها غاضبون من إهمال الدولة ، وتقاعس الشرطة ، وتقصير الحاكمين ..بل إن الغضب تخطى الحدود ليصل إلى عوالم أخرى ..حتى أن ( بان كي مون) الأمين العام للأمم المتحدة أعرب عن حزنه العميق لوفاتها ، وقال رئيس وزراء الهند : إن هذه القضية لو تمكنا من تحويلها إلى مسار عمل بنّاء فسيكون ذلك تكريما حقيقيا لذكراها …
يحصل هذا في بلاد الهندوس حيث تُعبد الأبقار و الجرذان و الحشرات وكثير من الدواب ..!، وفي بلد الإسلام لم نسمع  إلا تعليقات إعلامية سمجة ..، ثم رجعت الكلاب البوليسية التي خرجت تبحث عن الجاني إلى أقفاصها ، وصُنِّف المجرم في عِداد الهاربين ..!.
لقد آن الأوان أن نضع حلولا ناجعة لآفات نخرت جسم الأمة  حتى النخاع ، ونفُضَّ مغاليق الخزائن الملأى بالمال ، لنحل بها مشاكل البطالة ، و التسرب ، و الفقر ، والجوع ، و المسغبة و المتربة …
وإلا سوف يكون حالنا كحال السفيه الذي يملك المال ولا يحسن التصرف فيه ، وينفقه على خلاف مقتضى العقل و الشرع فيما لا مصلحة فيه ..
وقد نبّه القرآن الكريم المؤمنين بقوله ” وَلَا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ ”
فاللهم لا تعذبنا بما فعل السفهاء منا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى