فيا قومنا! إن الوفاء منا للأنبياء، ونحن لا نفرق بين أحد من رسله، إنما يكون باتباع سننهم، والاقتداء بأخلاقهم، والنهي عما نهونا عنه كالخمر، والفسق، والعربدة، والتحول من الآدمية في أرقى صورها، إلى الحيوانية البهيمية في أرذل مظاهرها. وهل وفّى بعض المسلمين المذبذبين، لنبيهم و سننه ، حتى ينتقلوا إلى تبني شرك الآخر وإنيته؟ إن من مبادئ نبي الإسلام الوفاء لإخوته الأنبياء والمرسلين، في الدعوة إلى السمو بالإنسان من عبادة العباد، إلى عبادة رب العباد، وإلى توحيد الله، وتنـزيهه عن الشريك والمثيل، لأن الأنبياء جميعا إنما يتلقون الوحي من نبع واحد هو النبع الإلهي، الذي يحرر الإنسان من التبعية إلا لله.. فكيف يرضى عاقل بأبوة الله لأحد أو بنبوته لأحد، أو استعانته بأحد؟ كلما أظلتنا أعياد المسيح، بما تحمله من إراقة للخمور في الشوارع والطرقات، وسفك لدماء الطاهرات والمدنسات، وتبذير للأموال على موائد المطاعم والحانات، كلما أظلتنا هذه الذكريات المثقلة بالمآسي والموبقات، كلما ازددنا إيمانا بعظمة الخالق في حمايته لأعراض الناس، وعقولهم، وأموالهم من الوسائل الدنيئة المفضية إلى شتى الموبقات. نريد –حقا- للإنسانية الضالة أن تتحرر من ضلالها، وأن تفيق من غفلتها، فقد أصبح الكفر، في عصر التقدم العلمي والتطور التكنولوجي مستحيلا. ٍفيا أهل الكتاب! { تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ}ِ ّ.
ويا إخوتنا الحيارى المنسلين، إن الإسلام دين عقل، وحكمة، فهو دين إثبات لوجود إنسانية المسلم في أسمى معانيها، وأنبل قيمها، أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير؟ فما لكم كيف تحكمون؟
أ.د. عبد الرزاق قسوم