القول الصريح في احتفالاتنا بعيد المسيح

GUESSOUMاللهم إننا نبرأ إليك، كما يبرأ المسيح عيسى ابن مريم رسول الله، مما يفعله أراذل الناس في إحياء أعياد الميلاد، وما يصاحبه من صخب يهز مشاعر البلاد والعباد. واللهم إننا نبرأ إليك، كما يبرأ رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم، مما يفعله بعض المنسلبين في مجتمعنا  المسلم، من طريقة التقليد الأعمى للنصارى، الحيارى، السكارى، باسم الوفاء للمسيح. أخمور وفجور؟ وأقداح، وملاح؟ وصياح، ونباح؟ ولثم للثغور؟ وهتك للستور؟ وإتيان لعظائم الأمور؟ كل ذلك تمجيدا لمولد سيدنا عيسى ابن مريم عليه السلام. تبا لهم! ألم يجدوا من الوفاء للمسيح، سوى الفعل القبيح، وهو الذي دعا إلى أنبل القيم، وأمر بالتسامح ر برسول من بعده اسمه أحمد، ّبين الأفراد والأمم، وبش نابذا للشرك، والتسامي عن عبادة الوثن والصنم، فما لهم عن مبادئ المسيح معرضين؟ ولرسالته الصحيحة منكرين؟ عجبت –والله- لأمة تزعم الانتماء للسيد المسيح، وهو الذي جاء للخلاص، تخليص الإنسان من المعاناة والألم، م، في حين، لا َلُّم والظْوتحرير الأمم والشعوب من الظل يتورع أتباعه، عن القضاء على المستضعفين بشتى أنواع الصواريخ، والأسلحة والنقم، وتكميم أفواه المستضعفين والسطو على خيراتهم، والقضاء على كل كراماتهم والهمم. وتعالوا بنا إلى بني قومنا، وهم يقلدون الضالين في ب ِضلالهم القديم المتجدد، حتى لو دخلوا جحر ضب خر لدخلوه، فهم يعمدون إلى اقتناء شجرة الميلاد، والنصب على الأبرياء من أطفالهم، باسم «بف نويل» وما علموا أن الذي يفعلون منكر، ينكره كل عاقل فضلا عن كل نبي؛ وإن أسطورة «بابا نويل» قد كفر بها أهلها، قبل المقلدين لها(فَمَا لِهَؤُلاء الْقَوْمِ لاَ يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا ).
فيا قومنا! إن الوفاء منا للأنبياء، ونحن لا نفرق بين أحد من رسله، إنما يكون باتباع سننهم، والاقتداء بأخلاقهم، والنهي عما نهونا عنه كالخمر، والفسق، والعربدة، والتحول من الآدمية في أرقى صورها، إلى الحيوانية البهيمية في أرذل مظاهرها. وهل وفّى بعض المسلمين المذبذبين، لنبيهم و سننه ، حتى ينتقلوا إلى تبني شرك الآخر وإنيته؟ إن من مبادئ نبي الإسلام الوفاء لإخوته الأنبياء والمرسلين، في الدعوة إلى السمو بالإنسان من عبادة العباد، إلى عبادة رب العباد، وإلى توحيد الله، وتنـزيهه عن الشريك والمثيل، لأن الأنبياء جميعا إنما يتلقون الوحي من نبع واحد هو النبع الإلهي، الذي يحرر الإنسان من التبعية إلا لله.. فكيف يرضى عاقل بأبوة الله لأحد أو بنبوته لأحد، أو استعانته بأحد؟ كلما أظلتنا أعياد المسيح، بما تحمله من إراقة للخمور في الشوارع والطرقات، وسفك لدماء الطاهرات والمدنسات، وتبذير للأموال على موائد المطاعم والحانات، كلما أظلتنا هذه الذكريات المثقلة بالمآسي والموبقات، كلما ازددنا إيمانا بعظمة الخالق في حمايته لأعراض الناس، وعقولهم، وأموالهم من الوسائل الدنيئة المفضية إلى شتى الموبقات. نريد –حقا- للإنسانية الضالة أن  تتحرر من ضلالها، وأن تفيق من غفلتها، فقد أصبح الكفر، في عصر التقدم العلمي والتطور التكنولوجي مستحيلا. ٍفيا أهل الكتاب! { تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ}ِ ّ.
ويا إخوتنا الحيارى المنسلين، إن الإسلام دين عقل، وحكمة، فهو دين إثبات لوجود إنسانية المسلم في أسمى معانيها، وأنبل قيمها، أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير؟ فما لكم كيف تحكمون؟
أ.د. عبد الرزاق قسوم

Exit mobile version