مصرف السلام الجزائر .. خدمات بنكية أصيلة
تحاليل وآراء

وجهان قبيحان/ د.عبد الحفيظ بورديم

قد يتجلّى الشيطان في صورة إنسان، فيكون أنتن من نمرود وأخزى من شقىّ ثمود. ولكنّه يأنف أن يكون في شكل قسّيس رعديد أو في شكل مسخ من الصديد. برئ الشيطان من وجهيهما بعد أن رأى قبحهما. وربما أصابه الذّعر منهما بعد أن رأى خزيهما، فهما أولى منه بعرش الشرّ وهما أقدر منه على إشاعة المكر. فسبحان من جمع خنزير البيض وخنزير السمر.
الأول أمريكي كأنه غائط سحله جنّي، ويحه ادّعى أنّه قسيس وما هو إلاّ إبليس. والآخر زعم أنّه قبطيّ وما هو إلاّ عبد خصيّ. تشابه قلباهما واختلفت سحناتهما، وما العبرة بجسد وهندام، فكم من مسخ خرج من صلب سام وحام. وما العبرة بأنف  وأذنين، فالخنزير يعتزّ بالأنف والحمار يزهو بالأذنين.
اجتمعا على بغض النبي محمّد (صلى الله عليه وسلم) وما اجتمعا إلاّ على إثبات نبوّة محمد (صلى الله عليه وسلم). وقد سبق في الكتاب المبين أنّ لكلّ نبيّ عدوّا من أكابر المجرمين. فشهدا بعداوتهما أنّ محمدا (صلى الله عليه وسلم) رسول ربّ العالمين. إنّه لا يعادي الأنذال مثلهما إلاّ رسولا كريما، ولا يعادي الأنجاس مثلهما إلاّ نبيا عظيما. ما نقما منه إلاّ أن يكون مرسلا أمينا؟ وما نقما منه إلاّ أن يكون عربيا مكينا؟

واجتمعا على بغض الإسلام، وما اجتمعا إلاّ على توحيد أمّة الإسلام. ظنّا أنّهما بالهزء يشيعان الرعب في العالمين، وما علما أنهما أحييا قلوب المسلمين. فإذا الأرض تهتزّ تحت الأقدام، وإذا العواصم تضيق بالزحام. فربّ شعوب راقدة أيقظتها ضربات وافدة، وربّ قلوب غافلة أحيتها لسعات سافلة. ولو أنّ أهل القبلة تركوا خلافهم لوجدوا إسلامهم، فيه نصرهم وبه ظهورهم.
وقد خلت من قبل المثلات، كلّما أرجف الكافرون بالأخبار الكاذبات رماهم الله بالراجمات. وكلّما تطاول منهم كذّاب دعيّ دخل في الإسلام منهم عالم عبقريّ. فكيف يصنعون حين يعلّمهم نصر الدين ديينه جمال الإسلام؟ أم كيف يصنعون حين يعلّمهم محمد أسد نظام الإسلام؟ أم كيف يصنعون حين يبرز لهم مراد هوفمان دولة الإسلام؟ أم كيف يصنعون حين يفسّر لهم رجاء غارودي حضارة الإسلام؟ أم كيف يصنعون حين يذكر لهم موريس بوكاي إعجاز الإسلام؟
ويح الخنزيرين، أرادا أمرا وأراد الله أمرا. ظنّا أنهما يسيئان إلى نبيّ الإسلام، فإذا بهما يحييان شعوب الإسلام، وسيعلمان بعد حين أنّ هذا الدين حقّ لا يعاديه إلاّ شيطان غبيّ، ولا يصالحه إلاّ عبقريّ ذكيّ.
ويح الخنزيرين، يظنّان أنّهما نالا من محمد الرسول (صلى الله عليه وسلم)، وما نالا منه إلاّ بقدر ما نال نباح الكلاب الضالة من مسير القافلة. وسيعلمان بعد حين أنّهما للأمانة خصيمان وللطهارة معاديان، فسيلقيان غيّا، ويردان جهنّم جثيا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى