جمعية العلماء تسن سنة حسنة / الأستاذ: قدور قرناش
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من سنّ سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة”، إذ مع انقضاء شهر رمضان المبارك وحلول عيد الفطر السعيد لهذه السنة، سنّت جمعية العلماء سنّة حسنة لأبنائها تتمثل في لقاء معايدة على مستوى مقّرها الوطني، فنحن نعلم بأن مقر الجمعية في الأعياد السابقة على عهد الشيخ عبد الرحمان شيبان رحمه الله – كان يشهد زيارة لبعض أبناء الجمعية في مبادرات فردية للتهنئة بالعيد كما كان البعض يكتفي بإرسال برقيات التهنئة بالعيد عبر جريدة البصائر.
إلاّ أنّ هذه السنة الأمر اختلف، حيث تكفّل رئيس الجمعية الشيخ عبد الرزاق قسوم شخصيا بتوجيه الدعوة في الأسبوع الأخير من شهر رمضان على صفحات البصائر لأبناء الجمعية يدعوهم للتوافد إلى المقر الوطني في ثالث أيام العيد.
وقد لبى العديد من الإخوة والأخوات الدعوة وكانوا في الموعد، إذ غصّ مقر الجمعية بالوافدين وضاقت بهم قاعة الاجتماعات وكذا مكاتب المقر وحتى الرّواق في مشهد يجعل الناظر يدعو الله –عز وجل – أن يجمع القلوب كما جمع الأبدان.
إذ وبعد أن امتلأت القاعة، خرج الشيخ الرئيس من مكتبه لملاقاة الأبناء والإخوة والأحبّة، واصطف الحضور لتهنئته بالعيد، ثم جلس فضيلته مع الجمع ليلتحق به نائبه الدكتور عمار طالبي الذي تبادل التحية والتهنئة مع الحضور والتحم الجميع في هذا اليوم من أسرة البصائر إلى أعضاء الشعب المنتشرة عبر الوطن إلى عدد من أعضاء المكتب الوطني وكذا المجلس الوطني.
ولأن اليوم يوم عيد، يوم جعله الله – عز وجل- للأكل والشرب فكذلك أرادت الجمعية في هذا اللقاء إذ لم تجعله للخطب والدروس والتعليمات، إلا بعض التدخلات التي فرضها النقاش في اللقاء.
فبعد تناول الحلويات والمشروبات التي تم تحضيرها للوافدين، كانت ثلاث مداخلات بسيطة، الأولى لرئيس الجمعية الشيخ عبد الرزاق أعطى من خلالها توجيهات لأعضاء الجمعية للنهوض بجمعيتهم كما استمع لبعض المتدخلين وردّ على انشغالاتهم، ثم كانت الكلمة لنائبه الدكتور عمار طالبي الذي حرص على تذكير الحضور برسالة جمعية العلماء وضرورة المحافظة عليها والعمل على إرساء مبادئها في المجتمع.
كما كان في هذا المجلس أحد أبطال ثورة التحرير المباركة المجاهد الهادي حمدادو الذي كان ضمن الوفد الذي غامر بنقل الأسلحة على متن باخرة أتوس من القاهرة إلى الناظور ثم الجزائر حيث استحضر تلك الرحلة المليئة بالمخاطر وما صاحبها من عذاب فشدّ لحديثه هذا الشباب الحاضر في هذا اللقاء، هذا الشباب المدعو اليوم لتحمل مسؤولياته التاريخية في ظل المتغيرات الدولية، ولأن حديثه شيق فقد وعدت الجمعية بتخصيص فضاء له في وقت آخر يستنهض من خلاله همم الشباب، هذا المجاهد الذي صرح بملء فيه معترفا بالفضل بأنه صنيع جمعية العلماء المسلمين الجزائريين.
وبعد نهاية هذه الكلمة وما صاحبها من نقاش مع الحضور ختم الشيخ الرئيس الجلسة على أمل اللقاء في موعد آخر، هذا وقد استحسن الجميع هذه المبادرة الطيبة التي جمعت فيها الجمعية أبناءها في هذا اليوم السعيد وهي سنة حسنة نأمل أن لا تكون الأخيرة، فالشكر الجزيل للشيخ الرئيس صاحب المبادرة ونقول له: (الفضل لمن سبق وإن أحسن اللاحق).
عضو المجلس الوطني لجمعية العلماء/ نائب رئيس شعبة الشلف