فوضع الشعب الأرجنتيني ثقته في رجل كان في حملته الانتخابية يردد هذه الكلمات الخالدة “لا تيأسوا من رحمة الرب! سننقذ معا الأرجنتين وستعود الأرجنتين إلى عافيتها وأفضل مما كانت فقط أعينوني من فضلكم انتخبوني، آمنوا بأنفسكهم أيها الأرجنتينيون أحبائي وإخواني المواطنين”.
وبمجرد انتخابه استقبل زبانية الشيطان مبعوثي صندوق النقد الدولي والبنك العالمي الذين أتوا مهددين، فكان له موقفا خالدا لن ننساه أبدا: “لن تركع لكم الأرجنتين وافعلوا ما شئتم! من الآن فصاعدا أنا وشعبي من نقرر سياستنا الاقتصادية!”.
الله أكبر، كانت مهمة الرئيس كريشنر شبه مستحيلة، إلا أنه آمن بشعبه وبقدرتهم على تجاوز المحنة من دون منة واشنطن أو أي أحد. فبذل كل ما في وسعه لإنقاذ الوضع. جند كل قوى المجتمع الأرجنتيني، ارتكب أخطاء ولكن كان في الاتجاه الصائب، صبر معه الشعب الأرجنتيني وآمن فعلا بأنه قادر على الخروج من عنق الزجاجة وبالفعل تحقق لهم ذلك، وانسحب الرئيس إرنستو كريشنر لفائدة زوجته التي ترشحت للرئاسة مع مترشحين آخرين وأتت نتيجة الانتخابات نزيهة وشفافة بإعطاء الثقة للسيدة كريشنر. هي بدورها أصابت في الكثير من سياستها وأخفقت في البعض الآخر لكنها كسبت قلوب وعقول شعبها وإن انخفضت شعبيتها وهي كانت تجهز نفسها لخوض غمار الانتخابات الرئاسية فقد كان لها الحق في الترشح للمرة الثانية، إلا أن الله عز وجل قدر لها أن تفقد زوجها إرنستو كريشنر قبل موعد الانتخابات الرئاسية، فجزاها الشعب الأرجنتيني خير جزاء، وأعاد ثقته فيها، وكانت السيدة كريشنر أول امرأة رئيسة تعترف بقيام دولة فلسطين في حدود 1967 متحدية الرئيس أوباما والسيدة كلينتون وطبعا الشياطين القابعين في تل أبيب (وحتى إن كنا نرى أن هذا الاعتراف لا يحل القضية الفلسطينية حلا عادلا). مرضت نهاية العام الماضي بسرطان الحنجرة وخضعت في مستشفى أرجنتيني إلى عملية استئصال الورم الخبيث وذهب بعض مواطنيها وقاموا بغرس خيم حول المستشفى ليعبروا لها عن تقديرهم واحترامهم لها مدعمين إياها في محنتها الصحية.
نجحت العملية، بدأت تتعافى وهي لا زالت بلباسها الأسود حزينة على زوجها البطل إرنستو كريشنر.
هكذا يجب أن يكون الرؤساء رجالا ونساء، مؤمنين بالحق لا يركعوا ولا يسجدوا لشيطان أمريكا وتل أبيب، فالله هازمهم.