إذاعة القرآن الكريم ومسجد القدس يحييان ذكرى رحيل الشيخ شيبان.
نظمت إذاعة القرآن الكريم يوم الأحد 24 رمضان 1433هـ الموافق 12 أوت 2012م، ندوة تكريمية بمناسبة الذكرى الأولى لرحيل العلاّمة المجاهد الشيخ عبد الرحمن شيبان، الرئيس السابق لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين، وقد شارك في هذه الندوة التي دامت حوالي ساعة ونصف الساعة،( أي من العاشرة والنصف صباحا إلى منتصف نهار الأحد)، كوكبة من رفاق الشيخ، وأفراد أسرته، وتلاميذه، وأقرب مساعديه، وقد بادر بتنظيم هذه الندوة التكريمية الناجحة وأشرف على متابعتها وتوفير عوامل النجاح لها الأستاذ الفاضل محمد زبدة مدير قناة القرآن الكريم، وتولى تنشيطها الإعلامي اللامع محمد صالح واشم.
تغطية:الأستاذ عبد الحميد عبدوس
وأما المشاركون في الندوة فهم: معالي الدكتور سعيد شيبان، شقيق الفقيد ووزير الشؤون الدينية سابقا، والدكتور نوفل شيبان نجل الشيخ عبد الرحمن شيبان، والعلاّمة الأديب الأستاذ محمد الصالح الصديق الكاتب المعروف، والأستاذ محمد الهادي الحسني الكاتب والإعلامي والأستاذ بجامعة الجزائر، والأستاذ حمزة يدوعي مستشار وزير الشؤون الدينية والأوقاف، والأستاذ زبير طوالبي عضو المكتب الوطني لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين المكلف بالتنظيم، والدكتور عبد المجيد بيرم الأمين العام لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين والأستاذ بجامعة الجزائر، والأستاذ محمد العلمي السائحي الشاعر والإعلامي المعروف، والشيخ علي بوخزنة إمام جامع القدس بحيدرة، والأستاذ عبد الحميد عبدوس مدير تحرير البصائر.
كان الأستاذ محمد الهادي الحسني أول المتدخلين في الندوة، واستهل كلمته بالشكر والثناء على مبادرة إذاعة القرآن الكريم وحرص مسؤوليها على تكريم العلم والعلماء، ونشر فضائلهم في الناس، وإحياء ذكرهم، وقال: إن الشيخ شيبان لا تكفي الساعات الطوال للحديث عن مناقبه وخصاله العلمية والشخصية، وجهاده كجندي من جنود الإسلام في الدفاع عن ركيزتي الهوية الوطنية للشعب الجزائري: أي العربية والإسلام، وركّز على الدور الذي قام به الراحل الشيخ شيبان وأبناء جيله من علماء الجزائر والمجاهدين من أجل الحرية، في إحباط مخططات الاستعمار الرامية إلى مسخ الشخصية الجزائرية، وتذويب الكيان الوطني الجزائري في حوزة الاحتلال الفرنسي التنصيري الاستيطاني.
أما معالي الدكتور السعيد شيبان فقد تحدث عن الجانب الحميمي والعائلي في علاقته مع شقيقه الأكبر العلاّمة الراحل عبد الرحمن شيبان، مستذكرا مرحلة الطفولة حيث كان يذهب إلى المدرسة رفقة شقيقه مشيا على الأقدام، متحديا وعورة الطريق وقسوة الظروف المناخية، كما يتذكر الدكتور سعيد شيبان الأثر الفكري والثقافي في تكوين شخصيته العلمية والذي رسخه الراحل عبد الرحمن شيبان بعد انتقاله إلى جامع الزيتونة بتونس إذ كان يزوده بالكتب الدينية والأدبية، والمجلات الثقافية ، وحتى وإن كان بعضها ممنوعا من التداول في زمن الاحتلال الفرنسي، فكانت تلك الكتب والمجلات إضافة إلى توجيهات الشيخ عبد الرحمن هي التي ربطت الدكتور سعيد شيبان بالفضاء الثقافي العربي والإسلامي، وشكلت عامل توازن في شخصيته، و حفظته من الاستيلاب الفكري والاغتراب الثقافي بسبب دراسته باللغة الفرنسية في كل أطواره التعليمية، من الابتدائي إلى الثانوي إلى الجامعي، إلى دراسة التخصص الطبي بالجامعات الأوروبية.
أما الدكتور نوفل شيبان، فقد تحدث في الندوة عن الجانب الأبوي في شخصية الفقيد –رحمه الله- والذي كان نِعْم الأب، وكان يحرص أشد الحرص على تعليم أولاده الأخلاق الحميدة والتربية الإسلامية قبل العلم، وكان يوصيهم بتقوى الله، والإخلاص في العمل، وحب الوطن، وكان بذلك بمثابة القدوة لأبنائه وعائلته في العلم والعمل، والمحافظة على القيم الإسلامية.
أما العلاّمة الأديب الشيخ محمد الصالح الصديق فقد قدم شهادة مسجلة تعرض فيها بإيجاز لعلاقته القوية والمتعددة الأطوار والجوانب مع رفيق دربه في جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، والتي توطدت أكثر خلال عملهما المشترك في جهاز إعلام الثورة، ثم في قطاع التربية والتعليم بعد الاستقلال، ثم في وزارة الشؤون الدينية، وأخيرا في إطار جمعية العلماء المسلمين الجزائريين وفي جريدة البصائر. وقال الأستاذ محمد الصالح الصديق كلمة جميلة موجزة وجامعة عن الشيخ عبد الرحمن شيبان،: “فقدناه لما عرفناه”!.
وتحدث من جانبه الأستاذ الزبير طوالبي عن علاقته بالشيخ عبد الرحمن شيبان منذ أن كان تلميذا بمعهد عبد الحميد بن باديس بقسنطينة، وكيف كان يحيطه بالرعاية والعطف، ويعامله كأحد أبنائه، ثم انتقل إلى مرحلة التعليم بعد استرجاع الاستقلال، وكيف كان للشيخ شيبان الفضل في دفعه إلى الالتحاق بالجامعة وإكمال دراسته العليا، والتخرج بشهادة سمحت له بأن يصبح أستاذا ثانويا مرسما، ثم مفتشا بوزارة التربية الوطنية، وأخيرا فترة العمل مع الشيخ في إطار جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، وكان آخر عهده به هو تدوين وصية الشيخ التي تركها بعد وفاته، وأوصى فيها بالوحدة بين أبناء الجمعية، وجعل الجمعية وسيلة لخدمة الوحدة الوطنية، والدفاع عن الإسلام.
وقد استفاض الأستاذ حمزة يدوغي بأسلوبه الشيّق الجذاب في الحديث عن المحطات الحياتية التي جمعته بالفقيد الشيخ عبد الرحمن شيبان في قطاع التربية الوطنية، ثم في وزارة الشؤون الدينية حيث عمل إلى جانبه كمستشار له، وقال على الخصوص: “إن الشيخ شيبان هو رجال في رجل واحد حباه الله تعالى بالقدرة على فهم الإسلام، والقدرة على تبليغه وإجلاء مقاصده”.
ثم تحدث الأستاذ عبد الحميد عبدوس عن المواقف المشرفة والمبدئية التي تميز بها الفقيد الشيخ عبد الرحمن شيبان في الدفاع عن الإسلام، وعن الثوابت الوطنية منذ أن شارك في وضع أول دستور للجزائر المستقلة في سنة 1963م، ودفاعه مع ثلة من المجاهدين المخلصين من أعضاء المجلس الوطني التأسيسي على تثبيت مادتي الإسلام دين الدولة، واللغة العربية هي اللغة الوطنية والرسمية للجزائر، في الدستور، ثم دفاعه عن موقف الإمام الراحل الشيخ محمد البشير الإبراهيمي في خلافه مع الرئيس الراحل أحمد بن بلة –عليهما رحمة الله-، ثم دفاعه عن المرجعية الإسلامية لقانون الأسرة، وتصديه القوي والفعّال لمحاربة التنصير في الجزائر.
أما الشيخ علي بوخزنة إمام مسجد القدس، فقد تحدث عن الجانب الدعوي والدور المسجدي للشيخ عبد الرحمن شيبان، الذي اتخذ من دروسه في الجُمع والأعياد،والمناسبات الدينية والوطنية بمسجد القدس وسيلة لنشر الوعي الإسلامي، والكلمة الطيبة في جموع المواطنين من رواد المسجد، وكان يستقدم للمسجد كبار العلماء والدعاة الذين يزورون الجزائر، ليلقوا فيه خطبهم ودروسهم، وكان الشيخ علي بوخزنة يعتبر العلاّمة عبد الرحمن شيبان بمثابة والده الروحي الذي ربطه بمسجد القدس.
ثم تحدث الدكتور عبد المجيد بيرم عن الشيخ شيبان كصاحب رسالة في الحياة، خصص كل طاقاته ووقته لخدمة هذه الرسالة، وهي الدفاع عن الإسلام وعن القيم الحضارية للشعب، حتى وصفته إحدى المجلات الفرنسية المتخصصة بأنه “حارس القيم الإسلامية”.
أما الأستاذ الشاعر محمد العلمي السائحي فقد ذكّر بمناقب الشيخ عبد الرحمن شيبان وشخصيته الجذابة والمتميزة،والجهود التي بذلها من أجل نشر اللغة العربية، ووضع البرامج التربوية، وقيادة العمل الإصلاحي في الجزائر وتشريف الجزائر بتمثيله في المحافل الدولية والمؤسسات الإسلامية الكبرى.
هذا وكانت تتخلل الندوة مداخلات صوتية للشيخ المرحوم عبد الرحمن شيبان، أو شهادات مسجلة عنه من طرف نجله عبد الحميد شيبان،وغيره من الأساتذة ورفاق الشيخ.وقد حضر وفد إعلامي من قناة القرآن الكريم ،القناة الخامسة بالتلفزيون الجزائري لتغطية الندوة،وسجل الصحفي الشاب محمد الأمين سلاقجي انطباعات المشاركين،كما قام الإعلامي المخضرم علال بتصوير وقائع الندوة لصالح الإذاعة الوطنية،كما لاقت الذكرى الأولى لوفاة سماحة الشيخ عبد الرحمن شيبان –رحمه الله-اهتمام الصحافة الوطنية الصادرة يوم الأحد الماضي.
وقفة ترحم في مسجد القدس
وللتذكير فقد نظم مسجد القدس ليلة الاثنين 13 وت أوت 2012 الموافق 25 رمضان 1433هـ، وقفة ترحم شارك فيها الدكتور سعيد شيبان، وزير الشؤون الدينية الأسبق، والأستاذ حمزة يدوغي،مستشار وزير الشؤون الدينية والأوقاف، والأستاذ نوار جدواني عضو المجلس الوطني للجمعية مكلف بإحياء التراث، والدكتور نوفل شيبان، ونشطها الشيخ علي بوخزنة إمام مسجد القدس.وحضرها عدد من رواد مسجد القدس ومعارف الشيخ شيبان.
فرحم الله الشيخ عبد الرحمن شيبان، وجزاه خير الجزاء عن الإسلام والمسلمين.