تغطية محاضرات دار الحديث 5-6-7 /أ.محمد بومشرة
في اليوم الثّاني عاشر من رمضان المبارك 1433 هجرية، الموافق لـ: 31 جوليت 2012، بقاعة المحاضرات بمدرسة دار الحديث تلمسان بعد صلاة العصر، ألقى الأستاذ المحترم الشّيخ حسين الزّيّاني أستاذ الشّريعة بثانوية تلمسان، خامس محاضرة بعنوان: “قراءة في سورة الفرقان.”
ملاحظة: في حقيقة الأمر كان الأستاذ محيي الدّين عبد العزيز هو الذي يقوم بالمحاضرة حسب التّسلسل في البرنامج الخاص بشهر رمضان المبارك لهذه العام 1433 هجرية، الموافق لـ: 2012. غير أنّه كان مبرمجا في دروس خاصة بمسجد حيّ أوزيدان بتلمسان، وقد اعتذر عن ذلك. فناب عنه الشّيخ حسين الزّيّاني.
بعد حمد الله تعالى والثّناء عليه وهو أهل لذاك، والصّلاة والسّلام على المبعوث رحمة للعالمين محمّد صلّى الله عليه وسلّم، استهلّ الأستاذ حسين الزّيّاني محاضرته بمقدّمة كالتّالي:
المقدّمة: من النّعم الكبرى التي نزلت على الإنسان هو القرآن العظيم الذي يجب تدبّره مع الفهم: “أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبِهِمْ أَقْفَالُهَا.” هذه الآية التي نزلت في المشركين وتعمّ المسلمين أيضا.
وجوب العودة إلى القرآن العظيم مجدّدا كأسلافنا كما جاء في حديث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ” تركت فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلوا بعدي أبداً كتابُ الله وسّنتي، عضّوا عليها بالنّواجذ.”
سورة الفرقان: سُمّيت باسم الفرقان لِما يفرّق بين الحقّ والباطل، وهي من المثاني، بها سبع وسبعون آية، وتأتي في المرتبة السّابعة والسّبعين في التّرتيب المصحفي، وبعد سورة النّور في المصحف الشّريف، ونزلت بعد سورة ياسين، وبها سجدة.
تبتدئ بـ: “تبارك” لإثبات وحدانيته، وتبطل مزاعم قريش وأباطيلهم. قال الإمام محمّد الغزالي رحمه الله تعالى: “من حقّ الله تعالى أن نعرفه، وآثاره تدلّ عليه، فبعث رسلا كثيرين ختموا بمحمّد صلّى الله عليه وسلّم أعظم وأصدق رجل، اجتمعت فيه كلّ صفات الخلق الطّيّبة والحسنة، فكان ذا قلب واسع استطاع أن يتحمّل نزول القرآن العظيم عليه…”
ثمّ انتقل الأستاذ حسين ليبيّن لنا التّفكير المادّي عند المشركين والمنافقين، وهذا التّفكير موجود عند كلّ أعداء الإصلاح في كلّ زمان وفي كلّ مكان من المعارضين والمعاندين، منها: التّشكيك في رسالة النّبي صلّى الله عليه وسلّم: “ما لهذا الرّسول يأكل الطّعام ويمشي في الأسواق.”
يطلبون إنزال كنز من السّماء أو مصاحبته لمَلك أو تكون له جنّة يأكل منها، ولمّا لم يبلغوا مقاصدهم نعّتوه وقالوا مسحورا.
واستعمل الأستاذ في محاضرته نوع من وسائل الإيضاح تتمثّل في وثيقة توضّح مبنى سورة الفرقان وزّعها على الحاضرين لتساعد على الفهم السّريع.
وفي الوقت نفسه أدعوا إخواني متابعتنا بالمصحف الشّريف في سورة الفرقان لمعرفة ما جاء فيها من تفصيل على لسان الأستاذ المحاضر:
• بيان لعظمة الله تعالى الكاملة وتفرّده بالوحدانية من كلّ وجه وكثرة خياراته وإحسانه: من قوله تعالى: “تبارك الذي نزّل الفرقان…..وخلق كلّ شيء فقدّره تقديرا.”
• بطلان عبادة ما سواه تعالى، من قوله تعالى: “واتّخذوا من دونه آلهة…..ولا يملكون موتا ولا حياة ولا نشورا.”
• صحّة الرّسالة وبطلان قول من عارضها واعترضها، من قوله تعالى: “وقال الذين كفروا…..إنّه كان غفورا رحيما.”
• طعن المشركين في النّبيّ المنزل عليه القرآن، من قوله تعالى: “وقالوا مال هذا الرّسول يأكل الطّعام ويمشي في الأسواق…..ويجعل لك قصورا.”
• إنكار المشركين يوم القيامة وحالهم فيه، من قوله تعالى: “بل كذّبوا بالسّاعة…..وادعوا ثبورا كثيرا.”
• مقارنة حال المكذّبين في جهنّم بحال المؤمنين في الجنّة، من قوله تعالى: “قل أذلك خير أم جنّة الخلد…..كان على ربّك وعدا مسؤولا.”
• حالة المشركين وشركائهم يوم القيامة وتبرّيهم منهم، وبطلان سعيهم، من قوله تعالى: “ويوم يحشرهم وما يعبدون من دون الله…..ومن يظلم منكم نذقه عذابا كبيرا.”
• بشرية الرّسل، من قوله تعالى: “وما أرسلنا قبلك من المرسلين إلاّ أنّهم ليأكلون الطّعام…..وكان ربّك بصيرا.”
• طلب المشركين إنزال الملائكة عليهم أو رؤية الله والإخبار بإحباط أعمالهم، من قوله تعالى: “وقال الذين لا يرجون لقاءنا…..أصحاب الجنّة يومئذ خير مستقرّا وأحسن مقيلا.”
• رهبة يوم القيامة وهوله، من قوله تعالى: “ويوم تشقّق السّماء بالغمام وننزّل الملائكة تنزيلا…..وكان الشّيطان للإنسان خذولا.”
• هجر الكفّار للقرآن، من قوله تعالى: “وقال الرّسول يا ربّ…..وكفى بربّك هاديا ونصيرا.”
• مطالبة المشركين بإنزال القرآن جملة واحدة، من قوله تعالى: “وقال الذين كفروا لو لا أنزل عليه القرآن جملة واحدة…..ولا يأتونك بمثل إلاّ جئناك بالحقّ وأحسن تفسيرا.”
• سوء مال المشركين المكذّبين بالقرآن، قوله تعالى: “الذين يحشرون على وجوههم إلى جهنّم أولئك شرّ مكانا وأضلّ سبيلا.”
• قصص بعض الأنبياء وعقوبات مكذّبيهم، من قوله تعالى: “ولقد آتينا موسى الكتاب …..بل كانوا لا يرجون نشورا.”
• استهزاء المشركين بالنّبي صلّى الله عليه وسلّم وتسمية دعوته إضلالا، من قوله تعالى: “وإذا رأوك إن يتّخذونك إلاّ هزؤا…..إن هم إلاّ كالأنعام بل هم أضلّ سبيلا.”
• أدلّة خمسة على وجود الله وتوحيده، من قوله تعالى: “ألم تر إلى ربّك كيف مدّ الظّلّ…..وكان ربّك قديرا.”
• عبادة الله هي الحقّ وعبادة غيره باطلة، من قوله تعالى: “ويعبدون من دون الله ما لا ينفعهم ولا يضرّهم وكان الكافر على ربّه ظهيرا.”
• مهمّة النّبيّ هي البشارة والنّذارة والمعبود الحقيقي هو الله، من قوله تعالى: “وما أرسلناك إلاّ مبشّرا ونذيرا…..وزادهم نفورا.”
• الاستدلال على عظمة الله وشمول رحمته، من قوله تعالى: “تبارك الذي جعل في السّماء بروجا…..لمن أراد أن يذّكّر أو أراد شكورا.”
• صفات عباد الرّحمن، من قوله تعالى: “وعباد الرّحمن الذين يمشون على الأرض هونا…..قل ما يعبؤ بكم ربّي لو لا دعاؤكم فقد كذّبتم فسوف يكون لزاما.”
في اليوم الرّابع عشر من رمضان المبارك 1433 هجرية، الموافق لـ: 02 أوت 2012، بقاعة المحاضرات بمدرسة دار الحديث تلمسان بعد صلاة العصر، ألقى الأستاذ الفاضل الذي لا يُشقّ له غبار الدّكتور عبد الحفيظ بورديم، كما قدّمه الأستاذ عبد القادر عمّاري سادس محاضرة بعنوان: “الإسلام بين التّنزيل والفهم.”
ولج الدّكتور عبد الحفيظ محاضرته باستعمال السّبّورة التي هي السّاعد الأيمن للأستاذ في جميع أطوار التّعليم، بسؤال واضح المعالم: لماذا يختلف النّاس في الفهم والقرآنُ واحد؟ مشيرا إلى أنّ هناك ثابتا ومتغيّرا. فالثّابت إلهي ويكون مثاليا، أمّا المتغيّر فهو الإنسان ويكون متدنّيا.
ضبط المصطلحات:
وجب ضبط المصطلحين الواردين في العنوان، فالفهم: هي المُدْخلات الخارجية عن طريق الحسّ لتتحوّل إلى المُدْركات الدّاخلية المتمثّلة في العقل والقلب.
أمّا التّنزيل فالكلمة لها ثلاث معان نَزَلَ نُزُولا وأَنْزَلَ إِنْزَالا ونَزََّل تَنْزِيلا.
القواعد:
كلّ العلوم لها قواعد، وهذا العلم له قاعدة:
٭ معنى يختصّ الله سبحانه وتعالى: “وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوح.” وقوله تعالى: “وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَة.” وقوله تعالى من فواتح السّور، وهي الحروف المقطّعة: “الم.” و”حم.” و”كهيعص.” و”ن.” و”المص.” و”طسم.”
٭ معنى يبيّنه الرّسول صلّى الله عليه وسلّم، كما يوضّح صلّى الله عليه وسلّم عن الصّلاة عدد ركعاتها وموعد أدائها، وفرائض أخرى تحتاج إلى توضيح وتبيان من الرّسول صلّى الله عليه وسلّم، ولأنّ البعد عن السّنن يهدم التّبيين.
٭ معنى يبيّنه العلماء، وهنا يقع الاختلاف بينهم حسب اجتهاداتهم، مثلا في قوله تعالى: “فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ.” يشرح العلماء هذه الآية بتغيير حرف: “في” بالباء ليصير المعنى: “بِظُلَلٍ”
٭ معنى ضروري وعام، لا يحتاج إلى توضيح وشروحات، كقوله تعالى: “قُلْ هُوَ الله أَحَدٌ.” يفهمه العام والخاص.
رفع التّعارض:
استحالة وجود تعارض بين آية وآية، وإن وُجد ففي فهوم البشر، كقوله تعالى: “إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ الله يَهْدِي مَن يَشَاءُ.” وقوله تعالى: “وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيم.”
الضّبط البياني:
القرآن العظيم نزل بلغة العرب ذات الأسلوب النّامي والرّاقي، ولا يتعارض مع العقل.
ما هي مقاصد الاختلاف؟
من مقاصد الاختلاف أنّه يُثمر ويحقّق سنّة الله تعالى في خلقه، ولا يمكن الطّعن في التّنزيل.
1_ التّنزيه في التّنزيل عند الاختلاف.
2_ أمّا الفهم الاجتهادي فهو فهم يضيف المعرفة، تلاقح الأفكار مراعيا متطلّبات التّغيّرات.
3_ الفهم الجاهز:
أ: يكون فهما يخضع للهوى.
ب: هو العجز الذي أصاب الأمّة عن التّفكير (توقيف العملية الذّهنية).
ت: هو انتصار مذهبي.
المطالب:
لنا مجموعة من المطالب، فبمَ نحن اليوم مطالبون؟
1) التّحرير النّفسي لقدسية القرآن العظيم.
2) التّدريب المستمر على إعمال العقل في شؤون الحياة والتّفكير، وعلى تنمية اللّغة العربية.
3) التّأدّب بآداب الاختلاف، ولو بإظهار الحقّ على لسان مناظِري.
في اليوم السّابع عشر من رمضان المبارك 1433 هجرية، الموافق لـ: 04 أوت 2012، بقاعة المحاضرات بمدرسة دار الحديث تلمسان بعد صلاة العصر، ها نحن اليوم نلتقي من جديد لمواصلة الدّروس الرّمضانية مع الشّيخ الفاضل بن يونس آيت سالم الفارس الذي يجري ولا يجرى معه والذي يجول وسط المعمعة، ومن حقّنا جميعا أن نسمعه، كما قدّمه المنشّط الأستاذ عبد القادر عمّاري سابع محاضرة بعنوان: “الذّكر بين الممارسة والسّلوك.”
تقدّم الشّيخ بن يونس كالغيث المنهمر ليسقي الزّرع ويبعث النّسائم في الأجواء، وشرع في محاضرته بعد حمد الله تعالى والثّناء عليه، والصّلاة والسّلام على أشرف خلقه صلّى الله عليه وسلّم بدون توقّف لغزارة المعلومات، وكانت المحاضرة هذه امتدادا للمحاضرة الرّابعة الموسومة بـ: “فنّ الذّكر والدّعاء.” وهي قراءة في كتاب للشّيخ محمّد الغزالي.
ومهّد الشّيخ بن يونس المحاضرة بسؤال وهو: لماذا نعالج مثل هذه المواضيع؟ فكان الجواب الأوّل لتكون ترياقا واقيا وشافيا للأرواح والنّفوس والقلوب. أمّا ثانيها إنّما هو تصحيح للمفاهيم بالقلب والجوارح.
• التّعريفّ:
أ- الممارسة: من مَارَسَ الْأَمْرَ يُمَارِسُه ويُزَاوِلُهُ وعَالَجَه وعَانَاه.
ب- السّلوك: من سَلَكَ يَسْلُكُ. سلك الطّريق أي دخل الطّريق وسار فيه، بمعنى الدّخول والإتّباع.
ج- الذّكر: ذَكَرَ يَذْكُرُ وهو ضدّ النّسيان، بمعنى الحِفظ في أصله ومعانيه، وهو الاستحضار. قال الله تعالى على لسان غلام سيّدنا موسى: “وَمَا أَنْسَانِيهِ إِلاَّ الشَّيْطَانُ أَن أَذْكُرَه.” وذكر المؤمن ربّه استحضره في قلبه مع التّدبّر.
• ذكر القلب واللّسان: هو الاستحضار بالتّدبّر ليعبّر عنها اللّسان. فذكر الله سبحانه وتعالى استحضارا وثناء في القلب مع المزاولة والمعاناة باللّسان إلى أن يصير طريقا مسلوكا متّبعا.
والذّكرى هي كثرة الذّكر: “وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤمِنِين.” وهو خلق قرآني وفضيلة إسلامية يتحلّى بها المؤمنون، وهو قوت القلوب قال أحد هم:
إذا مرضنا تداوينا بذكركم *** فنترك الذّكرى فننتكس
الذّكر ليس له أوقات خاصّة في العموم، ولا زمن معيّن، فهو عبادة غير مؤقّتة. وأحيانا للذّكر مكان وزمان ليكون أكثر خشوعا كالحجّ وشهر رمضان… فهو باب مفتوح بين العبد وربّه ما لم يغلقه العبد بغفلته.
والذّكر من الأخلاق التي لازمت الأنبياء قال الله تعالى على لسان سيّدنا موسى: “كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيرًا وَنَذْكُرَكَ كَثِيرًا.” وقال الله تعالى في سورة طه: “إذْهَب أَنْتَ وَأَخُوكَ بِآيَاتِي وَلَا تَنِيَا فِي ذِكْرِي.” وقال تعالى أيضا: “وَاذْكُرْ رَبَّكَ كَثِيرًا وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالإبْكَار.”
الذّكر الصّادق له أثر عميق في نفس الذّاكر قال الله تعالى: “وَإذا ذُكر الله وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ.” وقال تعالى أيضا: “الذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنَّ قُلُوبُهُمْ بِذْكِر اللهِ أَلَا بِذِكْرِ الله تَطْمَئِنُّ الْقُلُوب.” وكلمة الاطمئنان للسّكون استعيرت لليقين وعدم الشّكّ. “أَلَا” للتّنبيه، و”تَطْمَئِنُّ” في المضارع لدلالته على تجدّد الاطمئنان واستمراره.
وذكر الله سبحانه وتعالى يكون بمراقبته بالوقوف عند أوامره ونواهيه. أمّا قلّة الذّكر فهي من شأن المنافقين، في قوله تعالى: “وَلَا يَذْكُرُونَ الله إِلَاّ قَلِيلًا.”
وقوله تعالى: “إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوِقعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ الله وَعنِ الصَّلَاةِ فَهَل أَنْتُمْ مُنْتَهُون؟.” وقوله تعالى أيضا: “فَاسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنْسَاهُمْ ذِكْرَ الله.”
أمّا قوله عزّ وجلّ: “وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى.” فهو تهديد شديد للغافلين عن ذكر الله سبحانه وتعالى، فالعمى الأوّل مجاز وفي الثّانية حقيقة، لأنّ الجزاء من جنس العمل.
المكان والزّمان: قال الله تعالى: “وَإِذَا أَفَضْتُم مِنْ عَرَفَات فَاذْكُرُوا الله عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَام.” وقال الله تعالى: “لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا الله فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَات.” وقال الله تعالى “فإذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا الله كَذِكْركُمُ آبَاءَكُمُ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرَى.” بمعنى أعمروا أوقات الفراغ بذكر الله كما كنتم تفعلون مع آبائكم في صغركم. لأنّ في سنّ الصّبا تسمع الصّبي يذكر اسم أبيه أو أمّه كثيرا في اليوم واللّيلة.
الذّكر في كلّ الأوضاع والأحوال: قال الله تعالى: ” الذِينَ يَذْكُرُونَ الله قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ.” وذلك للتّدبّر والتّأمّل في الكون وفي ملكوت الله تعالى.
وأفضل الذّكر بعد القرآن العظيم: لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كلّ شيء قدير.
الذّكر الحقّ: هو حركة القلب، يقول الإمام محمّد الغزالي رحمه الله تعالى: (والذّكر المقصود حركة قلب لا حركة لسان كما يتوهّم الجُهّال…)
تلمسان: 17 رمضان المبارك 1433 هجرية، الموافق لـ: 04 أوت 2012.
أ.محمد بومشرة
مكلّف بالإعلام والثّقافة
– المكتب الولائي- تلمسان
*جمعية العلماء المسلمين الجزائريّين*
تغطية محاضرات دار الحديث /أ.محمد بومشرة