لماذا لا نشارك جميعا في الأولمبياد؟ !/الأستاذ: قدور قرناش

وأنا أتابع تهاوي رياضيينا في أولبمياد لندن 2012 رغم الهالة الإعلامية التي رافقت ذهابهم، وتخصيص الوزير الأول مأدبة غذاء على شرفهم وهم يغادرون أرض الوطن، على عكس ما يلقاه العلماء في بلادي، قلت في قرارة نفسي لماذا لا تتكرم علينا حكومتنا الموقرة بمنحة المشاركة في الأولمبياد –عفوا- السياحة في بلاد الضباب لندن.
فالقارئ للمشاركة الجزائرية في هذا المحفل العالمي يعتقد بأن الأمر يتعّلق بتأشيرة مجاملة تكرّمت بها الحكومة من خزينة الدولة على هؤلاء.
إن مأساتنا بدأت من نكسة السياسية كما قال رئيس جمعية العلماء الدكتور عبد الرزاق قسوم ذات يوم لما انهزم الفريق الجزائري في القاهرة بخماسية أمام الفريق المصري: “نكبت الرياضة يوم نكبت السياسة”.
ومشاركة هذا العام في الأولمبياد تختلف عن سابقاتها، إذ توفّر فيها دافع البحث عن الفوز، والمتمثل في استفزاز جريدة “تلغراف” التي أساءت للنشيد الوطني حيث كان على رياضيينا رفع التحدي وفرض عزف النشيد الوطني من خلال التتويج بالذهب.
ولنتذكّر كيف حرّك فيلم معركة الجزائر الفريق الذي مثّل الجزائر في كأس العالم 2010 في مقابلته أمام الإنجليز، إذ في الوقت الذي كمنا نتوقع الهزيمة بنتيجة ثقيلة فرض الفريق التعادل أمام الخصم والذي كان بطعم الانتصار.
إن النتائج المخيبة في الأولمبياد كما كانت قبلها في منافسات قارية وعالمية تقتضي من القائمين على الرياضة عندنا مراجعة لإخفاقاتهم المتكررة، وليعلموا أن الطائرات التي تقلهم والفنادق التي يتمتعون فيها والأطعمة التي يتلذذون بها هي ليست سهمًا ضرب لهم من بيت المال، وإنما هي أموال الشعب الجزائري الذي يقتات جزء منه من المزابل، ويقبع جزء منه تحت لهيب القصدير في حرّ الصيف.
وليعلم هؤلاء الرياضيون وكوكبة مرافقيهم من الإداريين والإعلاميين والمدربين وغيرهم بأن ذهابهم إلى المحافل الرياضية الدولية كان على حساب ميزانية اقتطعت من دم هذا الشعب فلماذا يعبثون برايتنا التي من أجلها ضحى الأجداد والآباء بدمائهم وأملاكهم، فكم وددت لو أن النجاح ماركة مسجّلة لأبناء بلدي في كل الميادين العلمية والفنية والرياضية والسياسية أما وإن كان هذا حالنا فيجب النفير  في كل المجالات وإلاّ سيأتي يوم نندم فيه على ما فات، إذ المحنة يلوح طيفها على بلدي وأخشى أن يأتي علينا اليوم الذي نقول فيه: “ربّ يوم بكيت منه فلما مضى بكيت عليه”.

* عضو المجلس الوطني لجمعية العلماء / نائب رئيس شعبة الشلف

Exit mobile version