مصرف السلام الجزائر .. خدمات بنكية أصيلة
نشاط الشعبنشاطات الجمعية

دار الحديث تلمسان / "مدرسة الصّيام."محاضرة الدّكتور عبد الحفيظ بورديم

في اليوم الثّالث من رمضان المبارك 1433 هجرية، الموافق لـ: 22 جوليت 2012، بقاعة المحاضرات بمدرسة دار الحديث تلمسان بعد صلاة العصر، ألقى الدّكتور عبد الحفيظ بورديم أوّل محاضرة بعنوان: “مدرسة الصّيام.”

بدأ الدّكتور محاضرته بمقدّمة رائعة، إذ تحدّث عن شهر رمضان الذي يعيدنا إلى الحساب الفلكي بعد أن تخلّى عنه المجتمع سنة كاملة لنكون مع هذا الشّهر المبارك قلبا وقالبا حيث يعيدنا إلى ثقافتنا الإسلامية، وأنّ شهر رمضان يُدرَك في جميع أيّام السّنة الميلادية، نصومه في فصل الصّيف لنحسّ بالحر، ونصومه في فصل الشّتاء لنحسّ بالقرّ، ونصومه في فصل الرّبيع وهو الفصل المعتدل في الحرارة.

كما أشار إلى أنّ شهر رمضان مدرسة عملية تربوية وعلمية، فهي نقلة من الجهل إلى العلم، ومن الخمول إلى الجدّ ومن التّشاؤم إلى التّفاؤل…

ذكّرنا بأنّ الآية : “يَا أَيُّهَا الذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمْ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الذِينَ مِنْ قََبْلِكُمْ.” هي خطاب من الله تعالى إخباريا تعليميا خاصا بالمؤمنين مشرّفا بهم، نزلت هذه الآية من سورة البقرة يوم الثّاني من شعبان في السّنة الثّانية من الهجرة.

“كُتِبَ” فعل ماض مبني للمجهول، والفاعل معلوم للتّعظيم، “كَمَا كُتِبَ عَلَى الذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ” كان صيام لمن قبلنا من ذاتهم صيام يوم كامل رهبانية ابتدعوها وما رعوها حقّ رعايتها. وأنّ شهر رمضان صوم فرد وصوم جماعة في آن واحد.

“فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُم الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ.” صوم رمضان يكون بالشّهود الثّقة برؤية حسّية ومعنوية.

ثمّ تطرّق الدّكتور عبد الحفيظ إلى معاني الصّوم:

1)    الصّوم مبدأ عقدي: فهو إثبات للألوهية، واستجابة للآمر.

2)    الصّوم مبدأ تعبّدي: تثبيت عبودية المؤمن إلاّ لله سبحانه وتعالى، منذ الصّغر حين يرفض الطّفل الصّائم الشّرب والأكل وهو عطشان أو جائع.

3)    الصّوم مبدأ اجتماعي: العبادات في الإسلام مبنية على الجماعة والالتزام بها، حيث الإمساك في وقت محدّد والإفطار عند سماع آذان المغرب، فهو عبادة جماعية.

4)    الصّوم مبدأ اقتصادي: التّحرّر من مطالب الشّهوة، أكلّما اشتهيتم اشتريتم؟ فهناك من لم يتأدّب بآداب الإسلام في الإنفاق ولتحرير البدن من الدّهون: ” يُرِيدُ الله بِكُمْ اليُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمْ العُسْرَ.”

5)    المعنى التّربوي: تثبيت القيم التي يحيا بها المؤمن في مستقبل الزّمن لكي يضبط شهوته.

وخلاصة محاضرة الدّكتور عبد الحفيظ بورديم بيّن فيها أنّ الصّيام فعلا مدرسة خاصّة بالمؤمنين الذين استجابوا لربّهم.

تقرير الأستاذ محمد بومشرة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى