عقد المكتب الوطني لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين يوم الجمعة 15 جوان 2012، لقاءه الشهري في دورة عادية، تناول فيها جملة من القضايا التي تهم الجمعية ونشاطاتها المتنوعة، وتم عرض أعمال أعضاء المكتب خلال الفترة ما بين اللقاء السابق الذي انعقد بولاية البويرة، واختتم اللقاء بالتأكيد على تفعيل لجان الجمعية وتقوية العلاقات بين شعبها الولاشية والمركز, وفي إطار الشأن العام العربي والإسلامي، أصدر المكتب الوطني للجمعية، بيانا ينبه فيه قيادات العالم الإسلامي وعلمائه إلى الأخطار التي تتهدد بلاد المسلمين وشعوبها، هذا نصه.
إنّ جمعية العلماء المسلمين الجزائريين في دورة مكتبها الوطني العادية، المنعقدة بمقرها يوم الجمعة 26 رجب 1433 هـ الموافق 15 جوان 2012م، وعملاً بالحديث النّبوي الذي رواه مسلم “عن أبي رقية تميم الداري، أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: الدّين النصيحة، قلنا لمن يا رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال: لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم” أصدرت البيان التالي:
إنّ واقعنا الثقافي، والسياسي، والاجتماعي، والاقتصادي في البلاد الجزائرية والعربية، يمرّ بمخاض عسير يوشك أنْ يخرج للنّاس آفات لا قبل لهم بها، إنْ لم يحسنوا التعامل معه.
فقد اجتمعت مظاهر من الانحراف الاجتماعي [كالتفكك الأسري، واعتداء الفروع على الأصول، وانتشار تعاطي المخدرات، وتفشي العدوانية، وغلبة اليأس على كثير من النفوس، وشيوع الانتحار بين الشباب والأطفال…] مع مظاهر الفساد السياسي [كاستبداد النظم القائمة، وتهميش الطاقات الصامتة، والتحايل على الإرادة الشعبية، والتلاعب بالمواثيق، وتمييع القضايا الوطنية في ظلِّ العولمة المتوحشة، وتعريض الأوطان إلى الانقسام…].
كلّ ذلك هيّأ الناس للاستبشار خيرًا بما يحمله الحراك التغييري السلمي؛ غير أنّ البشرى تكاد تنقلب إلى حسرة في تونس، وليبيا، ومصر، وسوريا، فتتهددنا فتن كقطع الليل المظلم.
وفي ظل هذه المظاهر التي تطبع تأزمنا نتقدّم بالتوصيات التالية:
1- الحفاظ على وحدة الأوطان، وحقن دماء الشعوب، واعتبارها خطًا أحمرًا.
2- حماية المكاسب الشرعية التي حققتها الشعوب في نضالاتها، وعدم التفريط بها.
3- الحذر من التدخل الخارجي الذي يكفيه الإفادة من النزاعات الداخلية.
4- احترام إرادة الشعوب السياسية، والارتقاء إلى ثقافة التداول السلمي على السلطة.
5- إيجاد حلول حاسمة للمشكلات الاجتماعية بالتركيز على التنمية الشاملة الناجعة والفعالة.
6- صوغ المنظومة القيمية التي يتعرض صرحها للتحطيم
7- التفكير في منهج تربوي يعيد بناء المواطن وفق المرجعية الوطنية العربية الإسلامية.
8- أن يتحمل العلماء مسؤولياتهم الحضارية بالمحافظة على استقلاليتهم إذ المعول عليهم.
اللّهم أَبْرِمْ لهذه الأمة أَمْرَ رُشْدٍ يصلح حالها ومآلها، نِعْمَ الْمَوْلَى أَنْتَ، ونِعْمَ النصيرْ.
عن المكتب الوطني
الدكتور عبد الرزاق قسوم
رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين