مصرف السلام الجزائر .. خدمات بنكية أصيلة
كلمة الرئيس

حمـاك الله… يا مصر…!

 حمى الله سفينة مصر العزيزة، وهي تغالب العواصف، وتصارع الأمواج الزواحف، وتتكالب عليها أفواج المغامرين الخوالف وعملاء المستكبرين السوالف، وبقايا الكبراء المفسدين المعادين للأوطان والمصاحف.

ورعى الله إخوتنا، أبناء شعب مصر الكنانة، الذين لا نريد لهم – يشهد الله – إلا ما نريده لأنفسنا، من طمأنينة لنفوس العباد، واستقرار في كل مجالات الحياة في البلاد، ونصرا مؤزرا، في مقاومة كل ألوان الظلم، والحيف، والفساد.

ففي شقيقتنا مصر –اليوم– صراع بين الربيع والخريف، والمسالم والمخيف، والمفسد والعفيف، إنه صراع بين مبادئ ميدان التحرير، وهمجية “البلطجية” وما يتبعهم من الغفير، والبغال والحمير.

لقد تكالبت على مصر العروبة والإسلام، كل أنواع الأزمات، وكلها تريد أن تعود بمصر إلى عهد الباشوات، والباكوات، والعجاف من الأزمنة في السنوات، فتمكن للعدو في أن يرتع ويمرح، وللماجن المعربد أن يرقص ويشطح، في عقله من عالم الأزهر الخطيب المفصح، الداعي إلى الله بالثمن المريع.

فهذه الدعوات الظلامية، دينيا وسياسيا وفكريا، التي تزرع النعرات لتستثمر فيها، وتؤلب المضادين للمظاهرات، كي تلغ في عرق ودماء الثائرين المؤمنين بمصر، إن هي إلا سموم تلوث جو مصر النقي، وتفتح أبوابها أمام قالة السوء المتربصين بمصر، سواء ممن تنكر منهم في اتجاهه، أو من بقي.

فهؤلاء، يريدون لمصر، بعد أن عادت إلى أصالتها، وعراقتها، أن تنتكس من جديد، فتنبذ من أهلها مكانا غربيا ينأى بها عن عبق الشرق وشذاه، ويبتعد بها عن مسك الوطن العربي وعطر رباه، وعن طهر الإسلام وقداسة علاه.

وإنّنا في جمعية العلماء –علم الله- نيابة عن شعب الجزائر المسلم، والذي إلى العروبة ينتسب، لا ندخل أنوفنا في الشأن الداخلي الخاص لمصر، فلا يعنينا من حكم مصر إلا بالقدر الذي يعود بالفائدة على شعب مصر، وعروبته وإسلامه، وبالمعيار الذي تفرزه صناديق الاقتراع الشفافة والنزيهة… كما أنّنا لا نتدخل في أمور أحكام القضاء، وشؤون العدالة، إلا بما تضمنه هذه الأحكام، من نزاهة في الحكم، وعدل في تقييم الجرم، وحسبنا أن نذكر في هذا  المجال حكمة الشاعر العربي:

إذا جار الأمير وكاتباه      وقاضي الأرض أجحف في القضاء

فويل ثم ويل ثم ويل         لقاضي الأرض من قاضي السماء

نقول هذا ونحن نسلم بوجود دين في أعناقنا –نحن الجزائريين- لمصر. فنحن مدينون لمصر الثورة سياستها، حيث أنّها ساهمت في إيقاظنا من سباتنا بما قدمته لنا، من عون مادي ومعنوي.

كما أنّنا مدينون لمصر الأزهر الثقافية، التي فتحت لنا جامعها وجامعاتها، أمام علمائنا وطلابنا، لينهلوا من معين علمها الصافي، مساهمة في إعداد جيل ما بعد الاستقلال.

ونحن أخيرًا، لا آخرًا، مدينون لأزهر مصر لإيفاده للبعثات العلمية، غداة الاستقلال، للمساهمة في محو آثار القبح الثقافي الاستعماري… كما أنّ مصر مدينة لنا –بدون منِّ- في هبتنا لنجدتها ضدّ العدوان الصهيوني الإمبريالي عليها، فامتزج الدم الجزائري بالدم المصري في معركة 67، و73 للصمود والتصدّي محطمين بذلك الحدود الوهمية التي حاولت ولا تزال تحاول لفصل الأخ عن أخيه، واصطناع الذرائع والفتن الخبيثة، كفتنة “كرة القدم”، وما تلاها لإثارة الضغائن، ونصب الكمائن…

فيا مصرنا العزيزة! إنّ نور فجرك –إن شاء الله- لائح، وإنّ المؤذن بنصرك –بحول الله- صائح، فاثبتي في هذا الصراع، واحسني الخيار في الاقتراع، ووحدي الصفوف، والكلمة ضدّ قطاع الطرق والبلطجية والرعاع…

لقد ولّى عصر الظلم، والظلامية، والظلام، وجاء عصر الإيمان بالحق الوطني، للسير قدمًا إلى الأمام، فلم يعد –فيك يا مصر- مكان لمن يأكل خيرك، ويعبد غيرك، فيعرقل سيرك، ويزرع الفتنة بين مسجدك وديرك. وحماك الله يا مصر!.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى