مصرف السلام الجزائر .. خدمات بنكية أصيلة
الملتقيات والندواتنشاطات الجمعية

تحيّة عطرة لشعبة الشلف بقلم أ.محمّد بومشرة

أ.محمّد بومشرة

  قام المكتب الولائي لجمعية العلماء المسلمين الجزائريّين لولاية الشلف بملتقى دولي بقاعة السّينما “الجمال” تحت رعاية السّيّد والي الولاية وبالتّنسيق مع مديرية الشّؤون الدّينية والأوقاف. دعي له علماء ومشايخ ودكاترة وأساتذة وطلبة وطالبات، من بينهم الشّيخ رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريّين الدّكتور عبد الرّزّاق قسّوم، ونائباه الدّكتور عمّار طالبي والشّيخ بن يونس آيت سالم…
ومن خارج الوطن فقد تشرّفنا بلقاء الدّكتور عبد المجيد النّجّار والدّكتور العربي كشّاط، أمّا من داخل الوطن حضر الشّيخ طاهر آيت علجت بالرّغم من كبر سنّه وأعضاء من المكتب الوطني والمجلس الوطني. وبحضور السّيّد والي الولاية الذي كانت له بصمته في هذا الملتقى.
كان الملتقى ناجحا من حيث المواضيع التي برمجت لتوجيه وتفعيل دور جمعية العلماء المسلمين في الواقع وعدم الاكتفاء بإنجازات الجمعية التي تأسّست في ظروف صعبة جذّا.
كما برمجت على هامش الملتقى دروس الجمعة، ومحاضرات بعد صلاة المغرب في مساجد ولاية الشلف ألقاها الدّكاترة والشّيوخ.
ونجحت تلك الجمعية في تحقيق ما أسّست من أجله، وأدّت ما عليها بامتياز، فقد أملى عليها التّكوين الإسلامي والتّركيبة الوطنية أن تقدّم فلذات أكبادها في مسيرة الثّورة التّحريرية في ميادين القتال بالقلم والسّيف منذ اندلاعها بل منذ التّحضير لها من تلامذتها وحتّى شيوخها رحمة الله تعالى عليهم جميعا.
وها هي تعود من جديد بفضل الله سبحانه وتعالى بعد قطيعة فرضت عليها بعد الاستقلال مباشرة ليحلو لأعدائها أن يلعبوا ويتسابقوا على انفراد، فنتج عن هذا الابتعاد الاضطراري الابتعاد عن الدّين والفهم السّلبي حين التّديّن، إمّا تعصّبا وإمّا تميّعا.. وأصبحت الفضائيّات تهدم الشّخصية الإسلامية والهوية الجزائرية أكثر ممّا تبني، ناهيك عن الإنترنت.
ظهرت جمعية العلماء المسلمين من جديد في جوّ أصعب بكثير من يوم تأسيسها الأوّل مشحون بالكراهية والبغضاء والحقد ناتج من مدّة عقد أو يزيد موسوم بعشرية سوداء وحمراء أبطالها جزائريّون.
ظهرت جمعية العلماء للوجود والشّعب الجزائري مستقل يعيش بين مطرقة الوعود الكاذبة وسندان الفقر المدقع والمستمر أبا عن جد. وممّا يزيد جمعية العلماء مشقّة تصنيف بعض الشّباب لها ضمن خانة الجمعيات التي تضرّ أكثر ممّا تنفع. هذا الشّباب الذي يرى كلّ ما هو دائري صفرا.
فعليها أن لا تُكثر الخطب على المنابر وأن تخرج من المحارب للشّارع لتجد للفرد حلولا على الأقل تُشعره بأنّها تحسّ بآلامه وآهاته، وإظهار له ابتسامة عريضة على الأقلّ التي افتقدها في الحركات الإسلامية التي تخلّت عنه وانشغلت بنفسها فضيّعت مشيتها ومشوارها.
ولأنّ الشّيء الجميل في جمعيتنا هذه منذ تأسيسها إلى اليوم لم تسع ولن تسعى وراء الحقائب الوزارية ولا إلى المناصب العالية، بل رضا الله هو غايتها.
ظهرت جمعية العلماء برجال متشبّعين بالرّوح الإسلامية والوطنية ما يكفيهم لخوض معارك علمية وثقافية وعلى عاتقها مسؤولية أثقل من الجبال الرّواسي بدءا بتوحيد الصّفوف، والكلمة… لإرشاد الضّال وتوجيه الغافل، وتعليم الجاهل وإيقاظ الهمم وشحن الجهود بشتّى وسائل الاتّصال القانونية والمشروعة حاملين المشعل انطلاقا من أوّل خطبة جمعة ألقاها الإمام الشّيخ العلاّمة البشير الإبراهيمي بعد الاستقلال بمسجد كتّشاوة بالعاصمة قائلا: أيّها الشّعب الجزائري قد منّ الله عليكم بالاستقلال فطردتم العدوّ من أرضكم ألا فاطردوه من قلوبكم…
وممّا زاد الحفل نجاحا النّظام المحكم بانضباط المنظّمين الذي كان كلّ واحد في موقعه لخدمة الضّيوف بلا ملل ولا كلل. والذين ذكّرونا بأيّام قد خلت عساها تعود حين كنّا نحضر لملتقيات الفكر الإسلامي الذي كانت تنظّمه وتُشرف عليه وزارة الشّؤون الدّينية ومديريّاتها وأئمّتها أيّام المرحومين الدّكتور مولود قاسم نايت بلقاسم، والشّيخ الفاضل عبد الرّحمن شيبان.
فألف تحيّة إكبار وإجلال لأعضاء المكتب الولائي وشُعَبه لجمعية العلماء المسلمين الجزائريّين على نجاح هذا الملتقى الدّولي الأوّل، ليليه ملتقى ثان وثالث في ولايات أخرى إن شاء الله تعالى، وما ذلك على الله بعزيز.

تلمسان: 29 جمادى الثّانية 1433 هجرية، الموافق لـ: 20 ماي 2012

محمّد بومشرة
مكلّف بالإعلام والثّقافة
المكتب الولائي *تلمسان*
جمعية العلماء المسلمين الجزائريّين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى