المرأة بين عدل الإسلام وظلم الأهواء (2) /أ٠عفاف عنيبة
المشكلة الكبيرة التي تعتري أهل هذا الزمان نساء ورجالا تكمن في تحكيمهم الأهواء وليس ما جاء في القرآن الكريم وفي السنة النبوية الطاهرة، وهذا بسبب ضعف الإيمان ونسيان الآخرة، وعدم الخوف من الله عز وجل. هذا وبعض دعاتنا من النساء والرجال سامحهم الله مقصرون في تبيان ما يحق للمرأة من حقوق وتنبيه الظالمين لها ما ينتظرهم من سوء العاقبة، فعلى الدعاة أن يخرجوا من المساجد ليتجهوا إلى كل مكان يجتمع فيه الناس، فعدد كبير من المسلمين لا يرتاد المساجد ولا يحضر الدروس التي تلقى في كنف بيوت الله.
لم أر منذ عودتي النهائية إلى أرض الوطن في 3 جويلية 1987 داعية جزائري يدعو الناس إلى تعاليم الدين الإسلامي في موقف حافلة، أو في قاعة انتظار بلدية، أو في قاعة انتظار طبيب، أو في ساحة جامعة، أو عند مخارج الثانويات والمقاهي. بينما أب الكنيسة، فنجده في البيوت وفي كل مكان وحتى في بيوت الدعارة أكرمكم الله يدعو العصاة الزناة إلى التزام الوصايا العشر!
المرأة هذا الكائن الضعيف اللطيف المخلوق الذي تشرف بأنه كان أول من آمن بمحمد صلى الله عليه وسلم، تخنقني العبرة وأنا أكتب اسم سيدة نساء العالمين خديجة بنت خويلد رضوان الله عليها، فهي من آل البيت عليهم الصلاة والصلاة جميعا. تخنقني العبرة وأنا أتذكر وقفتها مع رسول الحق عليه الصلاة والسلام، الوقفة الخالدة التي لم ولن يقفها أي رجل منذ آدم إلى اليوم الذي يطوى فيه السجل.
خديجة المرأة العظيمة التي لم تتردد لحظة واحدة في القول لرسول الهدى والأنام عليه أفضل الصلاة والسلام بعد عودته من غار حراء في أول ظهور لسيدنا جبريل عليه السلام له: (كلا أبشر، فو الله لا يخزيك الله أبدًا، فو الله إنك لتصل الرحم، وتصدق الحديث، وتحمل الكلَّ، وتكسب المعدوم، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق)”
تعاني المرأة المسلمة من تسلط الرجل والمجتمع ككل، تسلط لم يجزه الله عز وجل ولا رسوله الكريم صلى الله عليه وعلى آله وسلم. فالمرأة المسلمة في حاجة إلى حماية وعطف وتفهم الرجل لها وليس إلى استعباده لها وتحقير عقلها وكيانها، ثم إن الجهل بالدين والحكم على المرأة انطلاقا من مفاهيم بالية لا تمت بصلة لروح الإسلام الذي شوه صورة ديننا الحنيف في أذهان الكثير من النساء التي اخترن لأنفسهن التمرد على تسلط المجتمع، متهمات الإسلام بظلمه للمرأة وهو براء من هذا الاتهام.
كيف نوصل الفهم الصحيح لحقوق المرأة في الإسلام إلى أولئك الذين يمارسون أبشع أنواع الاضطهاد ناحيتها؟
كيف نعلم الرجل والمرأة على السواء أن يحترموا كيان هذا المخلوق اللطيف، وقد ذكرت المرأة لأنه معلوم لدى الجميع أن الكثير من الأمهات مشاركات في جريمة ظلم بنات جنسهن، بتربيتهن لبناتهن على أنهن أقل شأنا من إخوانهن الذكور. وهذه الجريمة التي ترتكبها الأمهات ولدت لنا مجتمعا مريضا، وقد أصابت علاقة الرجل بالمرأة خللا خطيرا جدا.
كيف السبيل إلى الإصلاح؟
بتفعيل دور الدعاة وعلماء الإسلام وسن قوانين صارمة لحماية المرأة من جور وظلم المجتمع.